فاضت أرواحهم إلى بارئها، وهم في ميادين العزة والرفعة والكرامة، يدافعون عن الوطن، والأمة العربية والإسلامية، ويؤدون الواجب المقدس، لا يرون أمامهم سوى الحق والدفاع عنه، والحفاظ على كرامة الوطن، وأمن أبنائه.

يقول الله عز وجل في محكم كتابه، «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ، وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا».. وبهذا يكون بإذن الله رجال البحرين قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وحصدوا ما كانوا يتمنونه.

لم أعرفهم من قبل، ولم أتشرف بلقائهم سابقاً، ولكن جميع البحرينيين، عرفوا من هم الشهداء، وما هي نيتهم، فما أكرمهم به الله سبحانه وتعالى من نيل الشهادة، دليل بإذنه تعالى على نياتهم الخالصة لوجهه الكريم، وما في قلوبهم من حب الدين والوطن.

وحقيقة، ما لاقوه، وإن كان يعتصر قلوبنا ألماً، إلا أنه يشعرنا بالفخر والاعتزاز والرفعة والكرامة.. نحن تربينا على حب التضحية في سبيل الله والدين والوطن، وهم نالوا المزيد منها في حياتهم العسكرية، فلم أجد عسكرياً سواء أكان ضابطاً أم جندياً، إلا ويحمل ذات الهم والفكر والرغبة في نيل الشهادة.

هم، خلّدوا أسماءهم بحروف من ذهب، وستبقى محفورة في ذاكرة جميع البحرينيين، والخليجيين، والعرب، كأشخاص دافعوا عن أمتهم، وقدموا أغلى ما يمكن للإنسان تقديمه، ووضعوا أرواحهم على كف أيديهم، لتأدية واجبهم الذي اختاروا أن يؤدوه.

ستنتهي الحرب بإذن الله، وسيكتب التاريخ أسماءهم، ويخلدها، ويذكرهم ما بقي الدهر، والشواهد التاريخية على من سبقوهم من الشهداء كثيرة، من أول شهيد في الإسلام، وحتى يومنا هذا.

وبالمقابل.. ذكر التاريخ أيضاً، الخونة والجبناء، ومن باع وطنه، ومن تسبب بالخراب والدمار له، ومن تسبب بتشريد شعبه.

الملازم أول مبارك الكبيسي والعريف يعقوب محمد والوكيل أول آدم سالم، رحمهم الله جميعاً، وغيرهم العشرات ممن لم تسعفني الذاكرة في حفظ أسمائهم، من شهداء واجب قوة دفاع البحرين، والأمن العام، هم أبطال، يتمنى الجميع أن يكون مكانهم، ويحصد ما نالوه من شهادة، ورفعة وعزة لهم ولذويهم، ولأولادهم، وحتى أحفادهم والأجيال المقبلة.