خلال الأيام المقبلة ستحتفل مملكة البحرين مع شقيقتها المملكة العربية السعودية بالعيد الوطني، وستمتد مظاهر الفرحة والاحتفاليات من السعودية إلى البحرين عبر جسر الملك فهد، الشريان النابض بين البلدين، ولا نبالغ لو قلنا إن الاحتفال باليوم الوطني السعودي في المنامة سيكون عظيماً بقدر الاحتفالات التي ستجرى في العاصمة الرياض.

فلا يمر يوم على مملكة البحرين وشعبها إلا ويكون محملاً بالعديد من العلاقات التفاعلية الودودة مع شعب المملكة العربية السعودية، بل إن هذه العلاقات تجدها في مجملها تلخص تاريخ وحاضر المملكتين في أنهما شعب واحد ومصير واحد.

وقد لا يستطيع زائر للبحرين أن يفرق بين بحريني وسعودي يسيران في شوارعنا، إلا عبر أرقام لوحات السيارات، وهو ما تترجمه حركتها، إذ بلغ متوسط المركبات التي تمر عبر جسر الملك فهد أكثر من 30 ألف مركبة يومياً، بحسب الإحصائيات، ويتوقع أن يرتفع ويتضاعف هذا الرقم مع افتتاح مشروع جسر الملك حمد، وما سيمثله من دور متميز في خطط النقل المستقبلي بين دول آسيا وأوروبا حيث سيربط المشروع البحرين مع شبكة سكك الحديد الخليجية التي من المتوقع أن تصل إلى أوروبا بدءاً من الهند بحسب تصريحات مجموعة العشرين الأخيرة.

هذه العلاقة لا يمكن وصفها بشعبين شقيقين فقط ولكنها لشعب واحد، فقد تجد نفسك كبحريني تستأجر شقة أو محلاً في بناية يمتلكها سعودي، فيما يتجاوز عدد السجلات التجارية التي يمتلكها سعوديون في البحرين 14 ألف سجل تجاري، وتمثل العملة السعودية إحدى وسائل الدفع النقدي في البحرين، بل إنها قد تكون مفضلة في بعض الأحيان ويحب الناس الاحتفاظ بها لاستخدامها في زيارات متبادلة عندما يذهبون للسعودية.

ولو تحدثنا عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فهي أيضاً تمتد بجذورها إلى ما قبل التاريخ المدون في الكتب، ولعل ما وصلنا من هذا التاريخ لا يمثل إلا نقطة في بحر العلاقات التجارية بين البلدين على مر العصور وخاصة العصر الحديث المتزامن مع نشأة الدولتين، فلاتزال السعودية أكبر شريك تجاري لمملكة البحرين في العالم، حيث بلغ في العام الماضي قرابة 3 مليارات دولار.

كل هذا يدعونا في النهاية لاعتبار أنفسنا شعباً واحداً يعيش في دولتين لا يفصل بينهما حدود أو اختلافات ويؤكد أن احتفالهم باليوم الوطني السعودي هو احتفالنا وفرحتنا أيضاً ولنا فيه نصيب.