الالتفاف العالمي مع المغرب وليبيا، الدولتين الشقيقتين جراء تعرضهما لكوارث طبيعية هو الأصل في البشر وعلاقاتهم الإنسانية ببعضهم البعض، خاصة ما تمران به من أوضاع مأساوية جراء الكوارث الطبيعية.
وعلى عادة دولنا الخليجية، كانت الفزعة على قدر تلك الأحداث الصعبة، فهبت دول الخليج العربي، حكومات وشعوباً لمساندة المغرب وليبيا في محنتيهما وبلائهما، وكشفت دولنا عن معادنها الحقيقية التي تظهر بصدق في الأوقات الصعبة، وهذا ليس تفضلاً أو منة، ولكنه الواجب الذي يحتمه علينا ديننا الإسلامي وعروبتنا، والوقوف جنباً بجنب مع أي دولة تتعرض لأزمات وكوارث، فما بالكم عندما تكون تلك الدولة شقيقة لنا؟
وفي عز تلك الفزعة الخليجية - العربية للأشقاء في المغرب ولبيبا، ظهرت أصوات نشاز، حاولت أن تتكسب سياسياً على حساب آلام وجراح أشقائنا، وقللت من أهمية دعم ومساندة دولنا العربية لهم، في مساعٍ لاستغلال مصائب الأمة وجراحها للتكسب السياسي، لتتجرد بذلك من مشاعر الرحمة والإنسانية، رغم ادعائها الانتماء لتلك المشاعر والدفاع عنها، ولكن عندما حدث ما حدث رأينا بعض تلك الأصوات تسيئ لدولنا بكل وقاحة، ودون أدنى احترام لمشاعر الألم والحزن والظروف الصعبة التي يعانيها الأشقاء.
وهناك وسائل إعلام غالبتيها أجنبية، تنتهز تلك المعاناة لتتكسب من آلام العرب وجراحهم، وهؤلاء للأسف لديها من هم محسوبون علينا كعرب سواء إعلاميين أو محللين أو نشطاء -كما يسمون غالباً- تستقبلهم تلك القنوات ليس من أجل بث الروح والأمل والتماسك عند الألم والصعاب، بل لتصفية حسابات تستهدفها تلك القنوات، من خلال أؤلئك الضيوف الموكلة إليهم تلك المهام -بمقابل طبعاً- وبالنسبة لتلك القنوات وهؤلاء الضيوف أو المرتزقة فإن هذه الأوقات الصعبة هي المفضلة لديهم، فتعساً لهم ولقنواتهم وللمرتزقة الذين باعوا ذممهم ونفوسهم وانتماءهم العربي.
أما دولنا العربية والخليجية، حكومات وشعوب، تجدد وقوفها ومساندتها قلباً وقالباً مع الأشقاء في المغرب وليبيا، فنحن في نهاية المطاف أمة واحدة تربطنا أخوة ودين ولغة، ونسأل الله العلي القدير أن يرحم من قضوا نحبهم في هذين المصابين ويتقبلهم شهداء، ويشفي المصابين منهم، وينزل سكينته على أهلنا في المغرب وليبيا ويحفظ أمتينا العربية والإسلامية من كل مكروه.