لأن إعاقتهم سمعية ليست حركية أو بصرية لا يلاحظهم أحد أو يشعر بمعاناتهم إلا من حولهم، ربما يمرون من أمامنا، أو يجلسون بجانبنا ولا نعلم بأن فئة الصم تجاوز عددهم ألفي شخص، أي أنهم يشكلون نسبة 1.5% من عدد سكان البحرين، وهذا العدد ليس بهيّن ولكنهم بيننا لهم حقوق وعليهم واجبات أسوة بأي مواطن أو مقيم على أرض هذا الوطن.

التفاتة جميلة من تلفزيون البحرين على اهتمامه بفئة الصم وحرصه على تخصيص برنامج نوعي اجتماعي خاص مثل برنامج إشارة يعنى بفئة الصم، البرنامج يُبث أسبوعياً على قناة البحرين لطرح مواضيع متعددة عن فئة الصم والتعرّف على إبداعاتهم ومشاريعهم وقوة إرادتهم للوصول إلى مبتغاهم.

لاشك في أن هذا البرنامج يحث الجميع، منهم ذوي العزيمة، على تطوير الذات والانخراط في المجتمع وممارسة الهوايات بحرية تامة والتمتع بالحياة، فالبرنامج بالفعل إيجابي وملهم يسهم في تقليص الفجوة بين فئة الصم والمجتمع، كما أنه يجسّد إمكانية وقدرة فئة الصم بأن يكونوا شركاء أساسيين في العمل الإعلامي ومساهمين فاعلين في إنتاج برامج نوعية، قادرين على العطاء في كل مجال، برنامج إشارة من إخراج أحمد الفردان وتقديم تركي العجمي وأحمد تقوي وعبير سلوم وإعداد عليا مجيد.

كلمة من القلب

الكوتش عبير سلوم، ولمن لا يعرف، مترجمة لغة الإشارة في برامج تلفزيون البحرين، انخرطت في عالم الصمت لتتعرف على أمنيات فئة الصم وتتواصل معهم، مساعيها واضحة في نشر لغة الإشارة فهي ليست شابة عادية، وإنما طموحها يسبقها لإيصال رسالتها في المجتمع وخدمة فئة الصم بكل الإمكانيات المتاحة، هي خريجة كلية الحقوق في جامعة البحرين، استطاعت بلغة الإشارة أن تعرّف فئة الصم بكل ما يتعلّق بالحقوق وتحاول أن تبسط لهم كل ما يتعلق بقوانين البحرين حتى يعرفوا حقوقهم وواجباتهم، وهي في الوقت نفسه مدربة لغة إشارة وأول مدربة تنمية بشرية لفئة الصم، عندما تتحاور معها تستشعر آمالها المستقبلية وطموحها اللامحدود وقوة إصرارها حتى تضع بصمتها في المجتمع، هي بالفعل امرأة ملهمة وناجحة من أجل رسالتها الإنسانية لفئة عزيزة علينا.