وجدت نفسي منذ فترة زمنية ليست ببعيدة أجاوب بكل تلقائية، وإيجابية وفخر عن سؤال وجّه لي، مفاده: «كم تمثل نسبة محو الأمية في مملكة البحرين؟».
ودون تردد جوابي كان «صفراً» ولكن بعد قراءتي واطلاعي علمت أن النسبة تقل عن 2% تقريباً، وتعتبر النسبة الدنيا ليس فقط على مستوى الوطن العربي وإنما على مستوى العالم. ومن وجهة نظري المعتمدة على قراءة الواقع إن هذه النسبة ستصبح «صفراً» بالفعل.. إن التعليم يعتبر حقاً للجميع كفله الدستور في مملكة البحرين، ومحو الأمية تعتبر مسألة تتعلق بالكرامة الإنسانية واحترام حقوق الإنسـان التي كفلها القانون البحريني للمواطن والمقيم على حد سواء وأداة لتعزيز القـــــدرات الشخـصية ووسيلة لتحقيق التنمية الاجتماعية والبشرية.
والمسؤول عن برامج محو الأمية هي إدارة التعليم المستمر التي تعمل على توفير مراكز التعليم المسائي الموزعة على كامل المحافظات وإعدادها للبرامج التعليمية التي تتوافق مع احتياجات الأفراد، بدءاً ممن لا يعرفون القراءة والكتابة وصولاً إلى الأشخاص الذين توقفوا كلياً عن المقاعد الدراسية ويودون العودة إلى عالم العلم والمعرفة للارتقاء بأنفسهم والآخرين.
ولو أخذنا نظرة دقيقة إلى واقع الحال في مملكة البحرين ترى أن كل ما يدور حولك يشجعك على الاستمرار في سلسلة العلم والتعلم، وهذا ما يميز شعب مملكة البحرين التواق إلى العلم والإبداع والتميز منذ انطلاقتها من الكتاتيب والمعاهد التعليمية التقليدية.
ولن يقف الأمر عند حد محو الأمية العلمية وإنما تعمل وزارة التربية والتعليم البحرينية انسجاماً مع رؤية المملكة 2030 لتحقيق محو الأمية الإلكترونية المعلوماتية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال والاستفادة القصوى مما توفره الوزارة على الصعيدين الإداري والأكاديمي. فكل مكنونات وزارة التربية والتعليم تعمل كسيمفونية واحدة لترجمة شعار «التعلم مدى الحياة» لنرقى في هذه الحياة.