حين يكون بلد المرء متحضراً ومتطوراً ومسالماً فإنه بالتأكيد يشعر بالفخر والاعتزاز عندما يُسأل وهو في الخارج "من أين أنت؟ "ليجيب بكل ثقة وأريحية عن البلد الذي ينتمي له، وجميعنا عندما نسافر للخارج بغرض السياحة نُسأل عن بلدنا خاصة عندما نتواجد في المطاعم والمتاجر التجارية وأحياناً مع أهل البلد عندما نصادفهم في مواقف مختلفة، لأنهم يجدون تعاملنا معهم مختلفاً في المحادثات العابرة التي تنم عن الاحترام والتقدير للخدمة التي يقدمونها.

البعض يعرف من هي مملكة البحرين عندما تجيب عن سؤالهم المعتاد "من أين أنت"؟ فالمحافل الرياضية التي تستضيفها المملكة وخاصة استضافة البحرين السنوي لسباق السرعة الفورمولا واحد كفيلة بأن تكون المملكة على الخارطة الرياضية الأكثر شعبية، أو عندما تستضيف المملكة قامات عظيمة مثل زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان للمملكة فإن هذه الزيارات تضيف الكثير والتي تنم عن تسامح وتقارب الأديان بين الشعب الواحد والشعوب الأخرى من حولها، فالمملكة ولله الحمد بلد معروف بتقدمه وازدهاره في مختلف المجالات وإصراره على المنافسة لمواكبة التقدم والتطور العالمي، في الوقت نفسه لا نستبعد بأن بعض الشعوب لا تعرف البحرين بتاتاً، والبعض يعرفها من خلال صديق أو فرد من أفراد أسرته كان يعمل في المملكة أو زارها من قبل ونقل حينها امتنانه للمملكة وانبهاره عن بلدنا المتقدم والمتسامح والمحتضن لمختلف الأديان، وهذا إن دل فإنه يدل عن السمعة الطيبة التي تتمتع بها المملكة ومدى تقدمها الحضاري في مختلف الميادين لتعبر عن الإنسان البحريني المتميز بأخلاقه وعلمه وتطوره وما توليه له الدولة من اهتمام للعنصر البشري في المجتمع البحريني الذي بلاشك يعكس الكثير عن كينونة بلد وشعب ومجتمع يفاخر بالمملكة أينما وجد.

كل مواطن سفير لبلده عندما يتواجد في الخارج يحمل حقيبته الوطنية ليعرف العالم من أي بلد هو، يحمل على عاتقه مسؤولية عظيمة فهو لا يمثل نفسه فقط وإنما يمثل وطناً وشعباً والمملكة تستحق بأن يتم تمثيلها خير تمثيل لأنها بالفعل بلد متقدم يحرص دائماً على مواكبة التقدم العلمي، والتقدم الإنساني أولوية جادة للعيش بسلام ورقيّ ما ينم عن حضارة عريقة ممتدة منذ مئات السنين.