منذ أن تسلم سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، تبنت مملكة البحرين رؤية مشرقة وطموحة نحو اعتلاء الفكر والحداثة والتطور عبر نهج منبثق من تاريخ متأصل توج بإصدار وثيقة تسمى ميثاق العمل الوطني.

جاءت هذه الوثيقة لتستكمل الإرث التاريخي لمملكة البحرين فيما احتوته على معانٍ سامية في التعايش ونشر ثقافة السلام بين المجتمع، لتحظى هذه المرحلة من تاريخ البحرين المعاصر بثقة العالم.

فقد حرص سيدي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بأن تكون المسيرة الإصلاحية منبثقة من الجذور العميقة منذ تأسيس الدولة الحديثة في البلاد، في عهد القائد المؤسس أحمد الفاتح رحمه الله عام 1783، لتكون مملكة البحرين امتداداً لدولة كانت ولا زالت تحتفظ بثقافة نشر الفكر الإنساني الذي يدعو للتسامح بين مكونات المجتمع.

وفي هذا الإطار، برعاية ملكية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، دشن مملكة البحرين من خلال مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، بحضور عدد من مسؤولين وسفراء ودبلوماسيين وقيادات دينية، وكبار الشخصيات والنخب الإعلامية والثقافية، يتقدمهم السيد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق.

حيث قال رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إلى إن «تدشين جائزة الملك حمد للتعايش السلمي في مدينة لوس أنجلوس، تحمل في طياتها معاني مهمة، ودلالات رمزية عميقة، فهي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن النهج الملكي الأصيل لتعزيز التعايش والتسامح، ونشر ثقافة الإخاء والتضامن، يتواصل بخطى ثابتة وحثيثة، تعبيراً عن إيمان مطلق بأهمية سيادة هذه القيم النبيلة في مواجهة العنصرية والتعصب والتطرف، فقد شهدت هذه المدينة يوم 14 سبتمبر 2017 رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني، نيابة عن جلالة الملك المعظم، التدشين الأول لإعلان مملكة البحرين، الذي ينطلق من أسس ومرتكزات التعايش السلمي في مملكة البحرين، ونهجها الديني القويم والمعتدل».

خلاصة الموضوع، أن العالم اليوم ينظر لمملكة البحرين ونهجها بقيادة سيدي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بأنها مملكة التعايش والسلام، وهذه الرؤية التي أسس أركانها سيدي عاهل البلاد المعظم أصبحت هوية متأصلة في جميع أقطار العالم، وأن شعب مملكة البحرين بجميع أطيافه يرى أن نهج التعايش والسلام هو الطريق نحو النجاح في جميع المجالات، وما إعلان جائزة الملك حمد للتعايش السلمي في لوس أنجلوس إلاّ تأكيد على أن هذا النهج هو السبيل الوحيد لترسيخ مفاهيم التقارب بين شعوب العالم.