قد يبدو الأمر غريباً، وغير منطقي تماماً، إلا أن جيل بداية التسعينات، لايزال هو الأكثر سوءاً بالحظ، فهو لم يحسب على جيل الثمانينات، ولم يحسب أيضاً على جيل نهاية التسعينات وبداية الألفية.

ولكن بنظرة بمن حولنا من هذا الجيل -وأنا منهم- نرى العديد منهم لايزال غير مستقر، وتائهاً بين جيلين يختلفان عن بعضهما بعضاً تماماً، والبعض منهم لم يُوفّق حتى الآن رغم كونه في سن الثلاثين أو أصغر قليلاً، في السير في حياة طبيعية كباقي الأجيال المختلفة.

هذا الجيل، كانت بدايته مع التكنولوجيا، ورغم ذلك، عاش نهايات الزمن الجميل كما يُقال، فهو عاش بين فترتي انتظار الرسوم المتحركة على شاشة البث الأرضي، وعاش أيضاً فترة البث المباشر، والبث عبر الإنترنت وغيرها.

كما أن هذا الجيل، نشأ في نهايات اللعب في الفرجان، والألعاب الشعبية، ومن ثَمَّ سرعان ما انتقل إلى الألعاب الإلكترونية، وشهد بداية الأتاري والسيغا، والفاملي غيم وغيرها من الألعاب التي ظهرت حينها.

عندما وصلوا إلى الجامعة، اصطدموا حينها بإجراءات مشدّدة نتيجة انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير، وسارت الأمور حينها بطريقة غير طبيعية في العديد من جامعات العالم، وبعد تخرجهم، اصطدموا بالأزمة الاقتصادية التي رافقت انخفاض أسعار النفط، ولم يُوفّق العديد منهم في الحصول على وظيفة.

وبعد عدة سنوات، من التعافي، بدأت مرحلة انتشار فيروس كورونا، والعمل عن بعد، وأصبحوا كباقي الأجيال التي تلتهم، وضاع العديد منهم بين تلك المستويات.

من لم يحصل منهم على وظيفة، أصبح ضائعاً بين عدم امتلاكه لسنوات الخبرة الكافية، وبين أنه ليس متخرجاً حديثاً للحصول على وظيفة كباقي الأجيال المتلاحقة.

والعديد منهم، ممن نوى الاتجاه للتجارة والعمل، اصطدم أيضاً كما قُلت سابقاً بالأزمة الاقتصادية، أو حتى فشل في الترويج لمشروعه، الذي تاه بين المشاريع التقليدية، وبين المشاريع الحديثة المعتمِدة على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وكما قُلت بداية، قد يبدو الأمر غير منطقي، ولكن ببحث سريع عمن حولنا من الأشخاص من جيل بدايات التسعينات، سنرى العديد ممّن تنطبق عليهم ما قُلته.

ربما يحتاجون إلى رعاية خاصة، أو حلول خاصة بهم، وقد يحتاجون إلى تغيير جذري في حياتهم لمساعدتهم على الالتحاق بالركب.