يعد قطاع السياحة اليوم من أبرز القطاعات الصناعية العالمية لما له من مكانة كبيرة في الاقتصاد العالمي، ودور كبير في تنويع مصادر الدخل، وتوفير فرص عمل متنوعة، لذا كان من الضرورة أن يكون للابتكار في المنظمات السياحية مدخل لتعزيز تنافسية القطاع السياحي على المستوى العالمي حيث التطبيق الناجح للإبداع في هذا المجال.

ومنها بدأت المؤسسات والمنظمات السياحية في دول مجلس التعاون خطواتها التطويرية بالإتيان بالجديد كلياً أو جزئياً وما هو مغاير ومختلف عن المنافسين من أجل المحافظة على حصة المنظمة السوقية، بجانب اكتشاف الفرص والتوصل إلى الفكرة والمنتج ليكون هو الابتكار لتحقيق قفزة للأمام .

فكانت التغيرات الجوهرية كالتحسين في المنتج السياحي، والتطوير في التنظيمات الهيكلية، ومهارات وقدرات الأفراد وتحسين الأداء، حيث الحلول المبتكرة لتعزيز تنافسية المنظمات السياحية لجذب السواح وتنوع ذائقتهم السياحية ومواجهة المنافسة الشرسة.

ومنها البادرة التي قامت بها الناقلة الوطنية في مملكة البحرين طيران الخليج بالتعاون مع مطار البحرين وهيئة السياحة والمعارض في تقديم خدمة جديدة ومجانية لركاب رحلات الترانزيت في مطار البحرين على متن الناقلة الوطنية طيران الخليج والتي تتراوح مدة توقفهم في المطار من 5 إلى 24 ساعة للاستفادة بجولة سياحية مجانية في المملكة على أن تنال إعجابهم ويحالفهم الحظ في عودة سياحية إلى المملكة حيث الإجراءات المشار اليها عبر صفحة Hello Bahrain Free City Tour.حيث استفادة مملكة البحرين بطرح هذه البادرة بكونها بوابة استراتجية بين الشرق والغرب يمر عليها عدد من الزوار عبر مطار البحرين الدولي يومياً ولا يحصل الكثير منهم على فرصة لرؤية المملكة والتمتع بجمال معالمها خارج حدود المطار

ومثلها ما قامت به المملكة العربية السعودية حيث قامت بطرح عدد من المبادرات المتنوعة للقطاع السياحي في المملكة مستفيدة من معالم مناطقها المتنوعة التي أبهرت الكثير بجمالها السياحي الجاذب ثقافياً وتراثياً وإسلامياً وطبيعياً والذي ساهم في تعزيز دور هذا القطاع والنهوض به من خلال تبني الأفكار الإبداعية المبتكرة للشباب الموهوب في هذا المجال والمستخرجة من المبادرة التي قامت بها وهي طرح معكسر سنوي لرواد السياحية تم إطلاقه في سبتمبر 2021 تضمن عدداً من الأنشطة المتعددة لتوفير أفضل البرامج التأهيلية والتطويرية بطرق مبتكرة تستهدف جميع المستويات المهنية لبناء مواهب سعودية منافسة على المستوى العالمي حيث تقوم بتمكين أفكارهم وبناء قدراتهم البشرية السياحية ومهاراتهم وتحويلها إلى نماذج أولية مبتكرة قابلة للتطبيق على أرض الواقع وتتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وتسخير الأثر الإيجابي للتكنولوجيا الجديدة وما يتبعها من مبادرات أخرى متميزة كمذكرة التفاهم التي وضعت للتعاون لبناء أول مختبر للبيانات السياحية في المنطقة لتوفير معلومات مستندة على قائمة للبيانات واتجاهات السفر والسياحة بما يسهم من اتخاذ قرارات واعية قائمة على المعرفة وتحقيق الطموحات السياحية حيث تشمل هذه البيانات رحلات الزوار وسلوكيات الإنفاق عبر فئات مختلفة والموسمية والتحول الرقمي وأنواع العملاء بما يوفر نظرة عامة شاملة على كيفية إنشاء تجارب للمدفوعات يكون العملاء محورها.

ومن جانب آخر الكويت التي أيضاً اهتمت بالشباب في القطاع السياحي واستثمار ابتكاراتهم الإبداعية في السياحة كما ركزت دولة قطر على الرحلات السياحية البحرية والسياحة الرياضة حيث تستفيد من إمكانياتها بجانب الاهتمام بالسياحة العائلية وقد زاد الاهتمام بهذا القطاع بعد إطلاق مونديال 2022 ومثلها سلطنة عمان التي استفادت من معالمها التاريخية كالحصون والقلاع والأسواق والمتاحف والجوامع والمواقع الثقافية بجانب عناصر الجذب الطبيعية كالعيون الساخنة والكهوف والأودية وغيرها، والإمارات التي تصدرت المواقع السياحية المبتكرة والتكنلوجيا المبدعة والمواقع الساحرة لتكون وجهة سياحية عالمية.

منظومة سياحية متنوعة متكاملة لدول مجلس التعاون يعد من أبرز إنجازات العمل السياحي المشترك بينها في العام 2022 إقرار عاصمة السياحة الخليجية والمعرض السنوي للحرف والصناعات اليدوية، إنشاء منصة عن السياحة في دول مجلس التعاون، والعمل على إعداد استراتيجية خليجية للسياحة، ومقترح مشروع التأشيرة السياحية الخليجية، ودليل استرشادي للسياحة بدول مجلس التعاون كرؤية شاملة خاصة بالعمل السياحي المشترك والذي انطلق منها إكسبو دبي، بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم في دولة قطر، والاتفاقيات المشتركة في هذا القطاع والذي يعزز قوة السياحة الخليجية في المنطقة لتكون منافسة للسياحة الأوربية التي بدأت تتراجع لتراجع الجانب الأمني فيها وتصاعد العنصرية والعنف.

إضاءة

دول مجلس التعاون تمتلك كنوزاً سياحية لا تقارن بالدول الخارجية الأوروبية والأجنبية والتي لا تمتلك غير المعالم التي لا تتوافق وتتناسب مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا فطبيعة الجبال الخضراء موجودة في السعودية وصلالة، والطبيعة البحرية موجودة في كل دول مجلس التعاون والبرامج والفعاليات الثقافية والرياضية والعائلية والترفيهية متوفرة بكل الإمكانيات والمستويات، فلنغني أنفسنا ودولنا بالتعرف على مناطقنا السياحية الواسعة.