عادةً ما أكتب عن عقبات أو نواقص أو بعض الملاحظات، ولكن من الإنصاف أن يكتب المرء عما يراه أمراً إيجابياً أيضاً، وهذا ما رأيته في وزارتي الإسكان، والتربية، وهما ملفان لا يقلان أهمية عن بعضهما البعض.

المتتبع للقرارات والإنجازات التي تمت خلال الفترة الماضية، يلاحظ سرعة الإنجاز، فلا نكاد نتحدث عن أمر معين، إلا ونفاجأ بقرار آخر أكثر أهمية، ويحل أزمة بقيت لسنوات، أو قرار مستقبلي يحدد من الآن الوجهة الصحيحة في المجال الذي صدر به القرار.

كان لي لقاء مع وزير التربية والتعليم الدكتور محمد مبارك جمعة في الأسبوع الأول من توليه قيادة الوزارة، ورغم معرفتي بسعادته مسبقاً، إلا أنه تحدث عن خطط وأفكار كثيرة، سرعان ما رأيتها على أرض الواقع، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، امتحانات «التوفل» و«الآيلتس»، وحصص التلاوة، وفتح تخصصات جامعية جديدة تناسب سوق العمل، وتعويض النقص في بعض جوانب التعليم التي حصلت خلال فترة كورونا.

والأهم، قرار السماح لمواليد سبتمبر إلى ديسمبر بالتسجيل في السنة الدراسية نفسها، أسوة ببقية أقرانهم، بالإضافة لتقليص الدوام المدرسي، بما يتناسب مع استيعاب الطلبة، فضلاً عن الدراسات الجديدة حول قرارات تخص التعليم، بحيث لا يتم تعميم القرار إلا بعد دراسته وتجربته لمعرفة سلبياته وإيجابياته.

وأتوقع المزيد من القرارات خلال الفترة المقبلة، وهي حقيقة ستكون قرارات منطقية جداً، وستكون آثارها بشكل مباشر على العملية التعليمية.

أما الإسكان، فرغم ضخامة حجم الملف الإسكاني، وعدد الطلبات الكبير، إلا أن الحلول المطروحة منطقية جداً، حيث برنامج تسهيل، طرح حلولاً تتناسب مع طبيعة المجتمع البحريني، ويسرّع من عملية حصول الشخص على بيت العمر، بالإضافة إلى برنامج مزايا السابق، والآن هناك حلول للطلبات الإسكانية القديمة، وأتوقع أيضاً المزيد من القرارات خلال الفترة المقبلة، للطلبات الأحدث والتي ما بعد العام 2004.

وأسبوعياً، تنشر الجريدة الرسمية عشرات القرارات التي تخص التخطيط العمراني، سواء إعادة تخطيط مدن من خلال الاستملاكات، أو حتى إعادة تصنيف الأراضي بما يتناسب مع الاحتياجات وبشكل منطقي أيضاً.

حقيقةً.. تلك الإنجازات خلال أقل من عام، تمت من خلال وزراء شباب، لم يقطعوا الكثير من الوعود بداية توليهم مناصبهم، وبكل تأكيد بدعم كبير من القيادة الرشيدة، وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وسمو ولي العهد رئيس الوزراء، وبتخطيط استراتيجي سليم.

وبكل تأكيد، فإن تسليط الضوء على إنجازات وزيرين لا يعني عدم وجود إنجازات لدى بقية الوزراء، إلا أن الإنجازات اللافتة تتحدث عن نفسها، والجميع ينتظر النتائج وينظر إليها، وهو ما ننتظره أيضاً من البقية.