مخطئ من يعتقد بأن نظام العمل عن بُعد سوف يندثر بعد انتهاء جائحة كورونا. نظام «العمل عن بُعد» لم يظهر مع ظهور الجائحة، بل على العكس توجد كثير من التجارب الناجحة لشركات عالمية طبقت هذا النظام ومن فترات زمنية بعيدة جداً، حيث أثبت فاعليته معها وذلك وفقاً للظروف المحيطة بها.
ولكن ما حصل وجرى أن جائحة كورونا كان لها الأثر العالمي على الأخذ بها النظام وما زاد فاعليته وسرّع الأخذ به هو وجود التكنولوجيا الحديثة المعززة والممكنة.
وما صدر مؤخراً منذ قرابة الأسبوع، من رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي؛ «إن بعض موظفي الحكومة سيعملون من المنزل كل أحد خلال شهر أغسطس لترشيد استهلاك الكهرباء». وجاء قرار سعادته بعد موجة انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير عن مصر وذلك لسبب استهلاك عالٍ للطاقة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بشكل هستيري في فصل الصيف. وعليه فقد جاء قراره الصائب إلى ترشيد استهلاك الطاقة بهذا الشكل.
وقرار معالي رئيس الوزراء يتطابق تماماً مع ما ذكره أحد رؤساء شركات التأمين خلال دراستي التي قمت بها بعنوان «أثر جائحة كورونا في سرعة الانتقال من العمل التقليدي إلى العمل عن بُعد» بأن العمل عن بُعد ساهم بشكل ملحوظ إلى انخفاض المصاريف الاستهلاكية كالكهرباء والماء. إضافة إلى المصاريف الخاصة بالاجتماعات الدولية حيث اُختزِلت مصاريف الرحلات العملية من ميزانية الشركة بعد أن تحولت الاجتماعات الشخصية إلى اجتماعات بالنظام عن بُعد.
وبالطبع كما الإيجابيات فلا بد من وجود سلبيات لنظام العمل عن بُعد ولكن، اتضح أن سلبية تطبيقه ناجمة عن سوء السلوك البشري وليس العكس.