شهد اجتماع الحوار الاستراتيجي الثالث بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية العديد من الرؤى والتطلعات نحو تعزيز الشراكة وتعميق مستوى التعاون والتنسيق بين المنامة وواشنطن.
فقد أعرب سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية عن أهمية العمل المشترك بين البلدين في معالجة القضايا الإقليمية والعالمية والإشارة إلى احتضان مبادئ أساسية كالتعايش ومكافحة التطرف والتي تمثل قيمة مهمة في التعاون للمستقبل.
ولكون مملكة البحرين ترى أن الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية لها أهمية كبرى، خاصة في المجال السياسي والاقتصادي والأمني والثقافي، فقد أولت المنامة هذه الجهود المشتركة في التأكيد الراسخ على أن يكون هناك إطار عمل يعزز المصالح المشتركة بين البلدين.
وبالتالي فإن الحوار الاستراتيجي يأتي ليؤكد المنجزات والمواقف المهمة لمملكة البحرين على الخارطة العالمية، فهي تحتضن الأسطول الأمريكي الخامس وهي قاعدة بحرية مسؤولة عن أمن الممرات البحرية وهي مسؤولة عن تشكيل الفرق المشتركة لهذا الغرض، أضف إلى الطبيعة الحضارية للبحرين والتي تتميز بخصائص عن غيرها والتي تنسجم مع المبادئ الأمريكية في مجالات كالتعايش والحريات.
فتكمن أهمية الحوار الاستراتيجي بين البحرين وأمريكا في نواحٍ عدة وعلى رأسها توحيد الجهود في مجال الأمن الإقليمي والبحري والتهديدات الناشئة ومنها لا الحصر مكافحة الهجمات السيبرانية والإرهاب، وهذا الأمر يتطلب تعاوناً وثيقاً بين أجهزة البلدين لتحقيق التكامل في التصدي لهذه المخاطر.
أما على الصعيد الاقتصادي، فإن اتفاقية التجارة الحرة، هي من الركائز الأساسية التي حرصت عليها قيادة البلدين في توسيعها والعمل على تنوع أنشطتها لتشمل مجالات التجارة والاتصالات والسياحة.
اللافت في الحوار الاستراتيجي بأنه لم يغفل عن الجانب الحقوقي، فمملكة البحرين عرضت إنجازاتها في مجال حقوق الإنسان والحريات الدينية ومكافحة الاتجار بالأشخاص، والتي لاقت إشادة على مستوى المؤسسات الدولية.
خلاصة الموضوع، ما طرحه سعادة وزير الخارجية في اجتماعه مع نظيره الأمريكي انتوني بلينكن يؤكد رغبة مملكة البحرين في التعاون مع الحلفاء في التصدي لجميع المخاطر المشتركة، كما أن استمرار الحوار الاستراتيجي البحريني الأمريكي يأتي في إطار الدور المهم الذي تلعبه المنامة في الملفات الإقليمية للحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين وفق المبادئ التي من أجلها تم تأسيس منظمة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التابعة لها، فمع المتغيرات والصراعات الحالية إلا أن الدول الكبرى لا تزال تنظر للبحرين بأنها اللاعب المهم في المنطقة لرؤيتها المتزنة ولسمعتها الدولية التي أسسها سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لتمسكها بمبادئ العمل المشترك، لتحقيق الغاية الأكبر وهي رفاهية الشعوب.