سِجلات الإنجازات الحضارية لمملكة البحرين كثيرة، عكف على نجاحها جهود وطنية لمسيرة ثابتة تعزز التطلعات في تحقيق الأهداف التنموية الشاملة، فالرؤى الطموحة هي الاستدامة للتقدم والازدهار في كافة المجالات لاسيما في مجال خدمات الرعاية والتنمية المقدمة لكبار السن التي تهدف إلى رفع جودة حياة المسن ومشاركته الفعّالة والمستمرة في المجتمع والاستفادة من خبراته المتعددة.
مملكة البحرين تميزت برعايتها لفئة عزيزة على الجميع من كبار السن وسخرت كافة الطاقات والإمكانيات لخدمتهم، بل أصبحت المملكة بيت خبرة في رعاية كبار السن، فهي من أوائل الدول التي اعتنت بكبار السن من خلال مراكز الإيواء والرعاية النهارية حيث اتخذت المملكة الجانب الديني والإنساني قواعد مهمة وملهمة لتقديم خدمات الرعاية لكبار السن في إطار قانوني يحفظ حقوقهم وكيانهم.
ارتبط اسم السيدة ريما أحمد بن شمس مدير عام مؤسسة دار يوكو لرعاية الوالدين بهذه الدار التي تأسست في بداية التسعينات ضمن جهود أهلية لتعزيز الشراكة المجتمعية، فقد أخذت السيدة ريما بن شمس على عاتقها مسؤولية عظيمة في الدار للرعاية النهارية وقدمت الكثير من برامج متنوعة تنهض بهذه الفئة وتجدد لهم الطموح وتعطيهم فرصة للانخراط في المجتمع مرة أخرى. منذ فترة مُنحت السيدة ريما بن شمس وسام التميز في مجال رعاية كبار السن للدول العربية وذلك ضمن فعاليات ملتقى وجائزة أفضل الممارسات في مجال رعاية كبار السن التاسع بالدول العربية لعام 2022، نهنئها لأنها تستحق وبكل جدارة نيلها وسام التميز على اهتمامها في تقديم الرعاية العصرية المناسبة لكبار السن وإصرارها في إحداث نقلة نوعية لمفهوم الرعاية النهارية، فهذه الدار ليست مركزاً عادياً وإنما هي نادٍ يوثق الروابط الثقافية والاجتماعية والمهنية بين منتسبي الدار ويشجعهم على العطاء المستمر ومد جسور التعاون مع أسرهم ومجتمعهم، طموحات السيدة ريما بن شمس لتطوير الدار كثيرة وأمنياتها في الاستفادة من خبرات منتسبي الدار في مجالات متعددة، فعطاء هذه الفئة لا تقف بعد التقاعد فمازالوا محبين للعمل الذي يدفع بالوطن إلى التقدم والازدهار ويسهم في إثراء الحياة، وهذه هي الترجمة الصريحة للانتماء والوطنية وللعطاء المتواصل والمستمر للفئة التي تستحق الرعاية والاهتمام.