استكمالاً للحديث السابق بشأن ما قامت به السعودية على الصعيد الرياضي، وتحول دوريها الكروي إلى «محطة استقطاب» للأسماء العالمية من لاعبين ومدربين، وبعقود مليونية، فإن الجزم بأن عملية التطوير هذه ستواجه بالضرورة «حملات معادية» أمر مسلم به.
إذ على قدر انبهار العالم العربي وكذلك كثير من المتابعين في العالم الأجنبي بما قامت به السعودية وبات وكأنه «ثورة تطوير رياضية عالية المستوى»، بقدر ما شاهدنا ردات فعل لشخصيات إعلامية غربية وحتى بعض اللاعبين السابقين والحاليين ومدربين وغيرهم، كلها تحاول الانتقاص مما تقوم به السعودية، أو تسعى لتشويه الصورة الواقعية عبر ادعاءات بشأن اللعب النظيف والمصروفات المالية وغيرها الكثير من أعذار.
كعربي، وخليجي تحديداً، مجرد أن أرى مثل هذه التبريرات، أسترجع العديد من المواقف الغربية التي سجلت في التاريخ البعيد والقريب وتمثلت باستهداف مقصود لبلداننا فقط لأن هويتنا عربية وإسلامية، وكيف أن الاستهداف لا أساس له سوى أننا دول ينظر لنا الغرب بنظرات استعمارية دائمة للأسف. وأعني هنا بأن هناك كثيراً منهم يعز عليه الحال الذي وصلت إليه دولنا من تقدم ونهضة وما حباها الله بالنعم والثروات الطبيعية، ناهيكم عن أن السعودية تحديداً دائماً في موقع الاستهداف، لأنها تمثل قوة إقليمية بل عالمية عظمى، قادرة على مواجهة الضغوط العديدة والتصدي لها، دون نسيان عامل الدين هنا، ومخطئ تماماً من يظن بأن كثيراً من المستهدفين لدولنا لا يعتبرون هذا العامل أمراً رئيساً في انبعاث الحقد والكراهية.
عموماً نعود للرياضة والكرة وما قامت به السعودية عبر استراتيجيتها الرياضية، إذ رغم صدور العديد من محاولات الاستهداف وتشويه الصورة، إلا أن هناك في المقابل ومن المجتمع الغربي، ومن اللاعبين والمدربين العالميين من وقف لينتصر ويدافع عما قامت به السعودية من «ثورة كروية» ستكون لها آثار إيجابية وصدى عالمي بالضرورة، وهنا ترفع القبعة لمن ينظر للأمور بإنصاف وحيادية، ولمن يتعامل مع البشر كسواء دون التفريق بحسب الدين والعرق واللغة وغيرها.
وهنا كانت أبرز الردود تعقد المقارنات لتضع من استهدف السعودية في موقع حرج، إذ لماذا الآن ينتفضون بينما كانوا يهللون ويفرحون بما قام به مثلاً الدوري الأمريكي لكرة القدم في السابق من عمليات استقطاب وضخ للأموال الطائلة لاستقطاب اللاعبين العالميين؟! وهنا كانت أقوى الأمثلة حينما ضرب المثل بالتهليل من إعلاميين ولاعبين لانتقال نجم ليفربول الإنجليزي ستيفن جيرارد قبل أعوام ليلعب ضمن صفوف «لوس أنجلوس جالاكسي» الأمريكي، وفي المقابل كيف حاول البعض انتقاص عملية انتقال ستيفن جيرارد نفسه مؤخراً ليكون مدرباً للاتفاق السعودي! والأمثلة كثيرة طبعاً.
الجميل في كل هذا، بأن عملية استقطاب اللاعبين العالميين للدوري السعودي مستمرة، وزيادة كوكبة النجوم الموجودة ابتداء من النجم العالمي كريستيانو رونالدو امتداداً للصفقات التي ستبرم وستتواصل لن يوقفها أحد. إضافة لأن السعودية لم ولن تحتاج لأن ترد بحرف على هؤلاء الحاقدين، إذ يكفي بأن العالم وكثيراً من وسائل الإعلام الغربية المهنية الملتزمة بحياديتها ومجموعة ضخمة من اللاعبين والمدربين العالميين باتوا هم المتحدثين والمدافعين عن هذا «الإبهار السعودي الرياضي» الذي نتطلع لرؤية نتائجه ومنافساته بفارغ الصبر.