رحلة العشرة أيام تطلبت مجهوداً بدنياً مضاعفاً ولكنها أعطتني صفاءً ذهنياً وروحياً وشعوراً بالاطمئنان لا يوصف. كيف لا والحاج ضيف الرحمن.

وأعتقد أنني كنت محظوظاً في اختيار الحملة التي ساعدتني على تأدية مناسك الحج، نظراً لخبرتها الطويلة في رعاية الحجاج وتوفيرها للطاقات البشرية المدربة مما جعل تجربة الحج تجربة مريحة دون معوقات. وأجزم أن نجاح رحلة الحج من عدمها لأي حاج يعتمد في المقام الأكبر على كفاءة الحملة وقدراتها.

وما بين تأدية المناسك وحضور دروس الوعظ والإرشاد والفقه سنحت لي الفرصة للتعرف على شخصيات بحرينية من كافة شرائح المجتمع اشتركوا معي في رحلة الحج هذا العام، كونت معهم علاقات عنوانها المحبة في الله أتمنى أن تستمر وتزدهر. ولاحظت إصرار الكثير ممّن بادلتهم أطراف الحديث على الحرص على أداء المناسك على أكمل وجه دون تذمر أو ضجر مهما كانت التحديات رغبة منهم في الالتزام بما ورد في الآية الكريمة «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ» مما جعل التجربة خالية من المنغصات.

وخلال الحج، شاهدت حجاجاً شيوخاً وعجائز يسيرون بأقدامهم من موقع إلى آخر تحت أشعة الشمس الحارقة فحمدت الله كثيراً على نعمة ما توفره حملات البحرين من رفاهية لحجاجها ومنها الباصات الفخمة للتنقلات والخيام الواسعة المكيفة في المواقع التي تتطلب المبيت. كما شاهدت بعض الحجاج يفترشون الأرض للراحة والنوم وحمدت الله أننا نعود من تأدية المناسك لننام في فندق من الدرجة الأولى ونستيقظ لتناول الوجبات من «بوفيه» مليء بما لذ وطاب.

وقد ترجمت كلمات سعادة وزير العدل والشؤون الإسلامية نواف بن محمد المعاودة عندما التقيته في مطار البحرين وقبيل المغادرة والتي حرص فيها على التأكيد على أهمية راحة حجاج البحرين وتوفير كل ما يحتاجونه خلال رحلة العمر إلى فعل وحصل الحاج البحريني على رعاية شاملة ومتكاملة اهتمت بأدق التفاصيل. وفي نفس الوقت قدمت بلاد الحرمين الشريفين كافة التسهيلات للحجاج البحرينيين الذين استقبلتهم بابتسامات وترحيب كبير من وجوه سعودية سمحة في المطار وسهلت وصولهم للمشاعر وودعتهم بنفس الروح الجميلة.

نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.