نتحدث رياضياً هنا، إذ حديث العالم اليوم عن السعودية ودوري المحترفين فيها واستقطاب النجوم العالميين والصفقات الضخمة التي حصلت، والتي مازالت مستمرة حتى نهاية فترة الانتقالات في سبتمبر.

البداية كانت عبر خبر ضخم تمثل في استقطاب نادي النصر السعودي النجم العالمي البرتغالي كريستيانو رونالدو بمبلغ قياسي، وكيف أن وجوده له تداعيات إيجابية على مستوى الاهتمام الإعلامي والتسويقي. ورغم محاولات البعض في أوروبا انتقاد خطوة رونالدو، لكن الأيام ومضيها أثبت أن السعودية وتحديدا عبر ملفها الرياضي الكروي ستجعل عالم المستديرة «يولع»، وستجعل الشقيقة الكبرى متصدرة للمشهد فيما يتعلق بالحديث عن كرة القدم.

ولعلها كانت مؤشرات فيها توفيق من الله، إذ بعد محاولات لتصعيب عملية استحواذ صندوق الاستثمار السعودي لفريق نيوكاسل الإنجليزي، نجح الصندوق السعودي في شراء النادي، وتحول في موسم واحد فقط من ناد يصارع على الهبوط، إلى النادي الذي يمثل بالفعل تاريخه وسمعته، إذ وصل إلى نهائي كأس الرابطة، وأنهى الدوري في المركز الرابع ليتأهل لدوري أبطال أوروبا، وذلك بعد أداء مميز طيلة الموسم، وعبر عملية بناء للفريق لم تتضمن صرف مبالغ كبيرة بقدر ما كانت عمليات استقطاب ذكية للاعبين مؤثرين.

وبعدها المؤشر الآخر الذي كان انتصار المنتخب السعودي في كأس العالم على الأرجنتين ونجمها ميسي، والتي لاحقا فازت بكأس العالم. لكن العالم كله رأى المنتخب السعودي واحترمه، وبات اسم السعودية يردد دائما، وخاصة أن منتخبها أصبح الوحيد الذي استطاع الفوز على أبطال العالم وإنزال الهزيمة بالنجم الخارق ليونيل ميسي.

وتواصلت العملية عبر القرار التاريخي للأمير محمد بن سلمان بشأن تخصيص الأندية وتحويلها إلى شركات يملك بعضاً منها صندوق الاستثمار السعودي بنسبة غالبة، وبعضها تحت مظلة الشركات السعودية الكبرى، لتبدأ مرحلة استقطاب النجوم العالميين، في مؤشرات واضحة إلى السعي لجعل الدوري السعودي ضمن أقوى 10 دوريات في العالم، ورفع قيمته السوقية إلى أكثر من 8 مليارات، وما تبع ذلك من تهافت للشركات الإعلامية العالمية لشراء حقوق بث مباريات الدوري، وتخيلوا أن قنوات في أستراليا والبرازيل ورومانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والصين وتركيا اشترت بالفعل مباريات من الدوري السعودي.

سلسلة الأسماء التي تعاقدت معها الأندية السعودية «خرافية»، إذ بعد رونالدو جاء النجم الفرنسي المسلم كريم بنزيما إلى الاتحاد منتقلاً من العملاق الأوروبي ريال مدريد، وليشاركه في الفريق مواطنه المسلم نغولو كانتي، والذي أدى فريضة الحج هذا العام بمجرد وصوله إلى المملكة، إضافة إلى جواو بيدرو جوتا البرتغالي القادم من سيلتيك الأسكتلندي. تبع ذلك استقطاب الأهلي نجم ليفربول البرازيلي روبيرتو فيرمينو ليزامل أحد أفضل حراس العالم السنغالي إدوارد ميندي القادم من تشلسي، وسط أنباء بقرب انتقال النجم العربي الجزائري المبدع رياض محرز لنفس الفريق. أما الهلال زعيم آسيا فدخل بقوة على خط الأسطورة ليونيل ميسي بعرض خرافي، إلا أن الأرجنتيني قرر الاتجاه إلى أقصى الغرب لينضم لفريق إنتر ميامي الذي يملكه الإنجليزي ديفيد بيكهام، رغم وجود توقعات بأن ميسي قادم إلى السعودية مستقبلا بلا أدنى شك. وعليه كان الهلال سريعا في استقطاب أحد أقوى المدافعين العالميين السينغالي كوليبالي، مع نجم الوسط البرتغالي روبن نيفيز، ومتوقع خلال الأيام القادمة حسم صفقات كبيرة أيضا، مثل كابتن ليفربول جوردن هيندرسون للاتفاق، وزميله البرازيلي فابينو للاتحاد، وغيرهم كثر.

حتى على صعيد المدربين، ومع وجود البرتغالي نونو سانتو مدرب الاتحاد ومدرب توتنهام والوولفز سابقا وقيادته الفريق للظفر ببطولة الدوري، جاء الإعلان المثير باستقطاب الاتفاق أسطورة ليفربول النجم ستيفن جيرارد ليدرب الفريق، ما يعني أن الاستقطاب القوي سيمتد على مستوى المدربين العالميين.

هل انتهينا من هذا الحديث؟! أبدا فهو يطول، وبالأخص ردة فعل بعض الحاقدين على السعودية ونجاحها، ولهذا حديث آخر.