الغريب في موضوع حقل الدرة المشترك بين الكويت والسعودية الشقيقتين ليس محاولات النظام الإيراني التدخل وحشر حدود بلاده في هذا الحقل، فهذا أمر متوقع، تعودنا عليه نحن شعوب الخليج العربي عامة، والشعب البحريني خاصة، من هذا النظام الذي دائم التدخل في الشؤون الداخلية لدولنا.

ولكن الغريب حقاً، كمية الخنوع والخضوع والذل لبعض العرب أو مدعيي العروبة للنظام الإيراني، الذين دافعوا عن ما زعموا أنه حق لإيران في حقل الدرة بكل اندفاع وحماس، أكثر من النظام الإيراني نفسه، الذي نتوقع منه دائماً الكذب والتدليس والزور والبهتان، فهذه الصفات والمواصفات هي من أسس هذا النظام، وأصوله الثابتة لدينا نحن شعوب الخليج العربي، لعلمنا ومعرفتنا جيداً بأطماعه في بلادنا الخليجية، وحلمه التمدد والتوسع الذي لن يفارقه طالما بقي قائماً يحكم بلاده.

ولا أعرف إن بقي لهؤلاء الخونة لأوطانهم وعروبتهم مزيداً من الخنوع للنظام الإيراني والتذلل له، فهؤلاء يشعروننا أن خيانتهم لا حدود لها، وأن خضوعهم للنظام الإيراني عمل وكأنه مقدس بالنسبة لهم، وما محاولات النظام الإيراني لخلق مشاكل بشأن حقل الدرة إلا ادعاءات كاذبة، ولكنها كشفت في الوقت ذاته هؤلاء الخونة والعملاء بكل وضوح.

إذا كان النظام الإيراني يريد إثبات أحقيته في حقل الدرة، فلماذا لم يقبل إلى الآن دعوة السعودية المتكررة للبدء في مفاوضات لترسيم الحد الشرقي للمنطقة المغمورة المقسومة بين المملكة والكويت كطرفٍ تفاوضيٍ واحد مقابل الجانب الإيراني، وفقاً لأحكام القانون الدولي؟! وإذا ما كان للنظام الإيراني حقوق فستتضح بحسب القانون الدولي، ولكن لأن هذا النظام عودنا على اللف والدوران والالتفاف على القوانين والأنظمة الدولية، لذلك لن يجرؤ على الاحتكام إليها، لأنه سيخسر لا محالة في نهاية المطاف، وهذه الحقيقة التي لا يريد هذا النظام الإقرار بها، ويعمل دائماً على الهروب منها.

إن حقل الدرة بما فيه من ثروات طبيعية ملكيتها مقسومة بين السعودية والكويت فقط، وهما صاحبتا كامل الحقوق السيادية في ذلك الحقل ومنطقته، وإن إيران مطالبة بتقديم ما يثبت ادعاءاتها بشأنه، ولن تفعل لأنها لا تملك أصلاً، وفاقد الشيء لا يعطيه، ويبقى السؤال الأهم حالياً وهو: هل تراقب الوسيطة الصين محاولات النظام الإيراني افتعاله المشاكل بشأن حقل الدرة؟