في الأول من يوليو الجاري؛ دخل قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس والأماكن المكشوفة حيز التنفيذ، تطبيقاً للقرار الوزاري الصادر عام 2013، والذي يحظر العمل تحت أشعة الشمس والأماكن المكشوفة خلال فترة الظهيرة من الساعة 12 ظهراً وحتى الساعة الرابعة عصراً خلال شهري يوليو وأغسطس. ويمثل هذا القرار على مدى السنوات العشر الماضية، واحدة من الصور الإنسانية لمملكة البحرين، والتي كانت السباقة على مستوى دول المنطقة في إقراره وتطبيقه، كما يعكس حرص البحرين على حماية حقوق الإنسان وسلامة العمال، وصولاً إلى بيئة عمل آمنة وخالية من الحوادث والإصابات المهنية.

ومن المهم هنا لفت النظر إلى أن تطبيق القرار على مدى السنوات الماضية ساهم في الحد من مخاطر إصابات العمل، كما أنه شكل حافزاً لمزيد من العمل والإنتاج عبر إعادة توزيع الجهد البشري والاستفادة من إعادة جدولة ساعات العمل اليومية.

تجربة البحرين الرائدة في حظر العمل تحت أشعة الشمس والأماكن المكشوفة كانت موضع تقدير واهتمام من كثر من دول العالم والمنظمات المعنية بحقوق العمال، كما أنه شكل دافعاً قوياً للعديد من الدول لاستنباط فكرته وتطبيقها، خلال السنوات القليلة الماضية.

هذا الفكر والرسالة الإنسانية ليست غريبة على مملكة البحرين وقيادتها، والتي تمثل انعكاساً لرؤية جلالة الملك المعظم، الداعية على الدوام إلى تعزيز القيم الإنسانية والحفاظ على كرامة الأفراد، مواطنين ومقيمين، والعمل على توفير كل السبل المساعدة في تحقيق ذلك. وقد أثبتت تجارب السنوات الماضية أن تطبيق هذا القرار ساهم وبشكل فعال في تعزيز عجلة الإنتاج والتنمية، حيث الاستفادة التامة من عمليات تنظيم الوقت، وبما يتوافق مع سير المشاريع، خصوصاً الإنشائية والتي تتطلب العمل في الأماكن المكشوفة. وبهذه المناسبة؛ لابد من التأكيد على الدور الكبير الحيوي الذي تقوم به وزارة العمل في ضمان تطبيق القرار، والمتمثل في تنفيذ الجولات الرقابية على مواقع الإنتاج والعمل، وضبط أية مخالفة وتحويلها إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق مرتكبيها.

جهود الوزارة تتواصل أيضاً مع أصحاب العمل والعمل من خلال حملات التوعية المختلفة التي تقوم بها لتوضيح أهمية الالتزام بالقرار، والتعريف بخطورة التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة على صحة وسلامة العمال.

إضاءة

جهود كبيرة ومقدرة للمملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي تفوقت على نفسها مرة أخرى خلال موسم الحج الحالي، وهو ما يعكس المستوى الرفيع لتكامل وتطور مختلف الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام، حتى يتمكنوا من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة.

صور كثيرة سجلتها العدسات مثلت الروح الإنسانية في المشاعر المقدسة، ولكنها فوتت أيضاً مئات بل آلاف من هذه الصور لم تسجل، ولكنها ستبقى محفورة في ذاكرة ووجدان كل الزوار والحجاج.