سنة بعد سنة وعام بعد عام تثبت لنا المملكة العربية السعودية بإدارة وحكمة قيادتها والنجاح الذي تحققه في إدارة موسم الحج دون منازع.. ولاشك في أن هذا النجاح يأتي أيضاً نتيجة الخبرات المتراكمة عبر الزمن والخطط المدروسة في إدارة الحشود والتي أوصلتها إلى مستويات مرموقة من التميز في هذا المجال.

فالأمر مرئي وواضح للجميع، حشود مليونية متوافدة من شتى بقاع الأرض وتواجد ما لا يقل عن ١٦٤ جنسية حول العالم بمختلف الطبقات الاجتماعية والعلمية والفكرية والعرقية في فترة زمنية واحدة وفي مكان واحد وبمشاعر دينية واحدة وكل هذا يحدث والأغلبية العظمى إلى حد الجميع من الحجاج على سعادة ورضا بما توفره وزارة الحج والعمرة السعودية وجميع القائمين من خدمات لوجستية مساندة كفيلة بأن تزرع الطمأنينة في القلوب وتسهل كل العثرات والعسرات المتوقعة وغير المدرجة في الحسبان. ولا يقتصر الموضوع على إدارة الحجاج فقط وإنما أيضاً على إدارة المتطوعين والذي فاق عددهم الـ١٠٠ ألف متطوع من الجنسين، شباب بعمر الورد من مختلف الجنسيات قدموا بكل ود وحب إلى خدمة ضيوف الرحمن ولا تقتصر خدماتهم على المساعدة بالطواف وسقي الماء وإنما وصل تعاونهم إلى أمور الترجمة والمساعدة في أعمال الإسعافات الأولية فكل هذه الأمور وغيرها لا يمكن أن تسير بيُسر لولا وجود إدارات معنية متخصصة ذي تخطيطات استراتيجية متماسكة وتتسم بالحسم والحزم وسرعة اتخاذ القرارات ودقتها وصحتها في أحلك الأوقات. من الناحية الإدارية يعتبر موسم الحج من أهم المواسم على الإطلاق الذي يستدعي استنفار كافة الأجهزة الموجودة في الدولة والتي باتت نموذجاً حياً وفريداً من نوعه يحتذى به ويدرس في مناهج الإدارة على مر السنين.