موسم الحج من الأوقات التي تكون المملكة العربية السعودية تحت تحدٍّ كبير ودائماً أنظار العالم تنظر إلى جهودها، فالأضواء والأنظار لا تنفك أن تتسلط عليها فهي تحت المجهر دائماً في كل صغيرة وكبيرة في شؤونها الداخلية والخارجية، فالعالم في ترقب لنجاحاتها.

موسم الحج من المواسم التي تشهد دول العالم لاسيما الدول العربية والإسلامية على حسن إدارة المملكة العربية السعودية والتعاطي مع ملف الحج بنجاح، فملف إدارة المملكة لموسم الحج تحدٍّ كبير في الحفاظ على أمن وأمان الحجاج واستقرار البلد نفسه والمضي بسلاسة في تلبية احتياجات الدولة والحجاج وتهيئة البنية التحتية وفق معايير عالية من الجودة، ففي كل عام تضع المملكة كافة جهودها من أجل تطوير الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام وتضع الخطط المتطورة لاستيعاب الأعداد الكبيرة الوافدة من مختلف دول العالم في أيام معدودات وفي بقعة صغيرة في مكة المكرمة وفي يوم عرفة وفي عرفات، تحدي الأمن والمرور والمواصلات، وتحدي السكن والأكل والشراب، وتحدي شبكات الاتصال والإرسال، وتحدي الاستعداد للطوارئ، وتحدي الطاقات البشرية والمادية، وتحديات تعدد وتباين الثقافات الوافدة، ومع ذلك دائماً تمسك المملكة بزمام الأمور، ونشهد نجاح مواسم الحج في كل مرة وفي كل عام فلله الحمد والمنة على هذه الجهود الكبيرة والمساعي الخيرة لخدمة بيت الله الحرام والحجاج وكل من يقصد الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

كلمة من القلب

تحدي موسم الحج يواجه أصحاب حملات الحج واستعداد الدول في إرسال المواطنين والمقيمين من الحجاج لبيت الله الحرام واحتضان مشاكلهم، من خلال وضع الخطط المناسبة لمواجهتها ومساعدة كل ما قد يعتري ضيوف الرحمن أثناء تأدية مناسك الحج، فالأعداد الكبيرة التي تغادر للحج من مواطنين ومقيمين تكون مسؤولية الدولة وأصحاب حملات الحج، وبالتأكيد عليها مسؤولية كبيرة في تذليل الصعاب وجعل الحج موسماً روحانياً يقصد به تلبية لركن أساسي من أركان الإسلام، لذلك فإن الدولة مع أصحاب الحملات تعمل على الحفاظ على سلامة الجميع وتؤكد دائماً على عدم تسييس الحج وعدم دس النعرات الطائفية بين صفوف الحجيج، مع التأكيد على أن يلتزم جميع الحجاج بالتعليمات والأنظمة الخاصة بالمملكة العربية السعودية لتقديم كافة التسهيلات للحجاج حتى يكون حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً.