اليوم.. يقف أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات في أيام مباركة هي خير أيام الدنيا، وبلاشك فإن الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية سطّرت نجاحاً جديداً في موسم حج هذا العام، يضاف إلى سلسلة نجاحات لسنوات طويلة ومُبهرة في تنظيم وإدارة شؤون الحج.
تلك الأعداد الضخمة من الحجاج، تُمثّل العودة إلى ما قبل جائحة كورونا (كوفيد19)، وفي هذا تأكيد وحرص من السلطات السعودية على توفير أقصى درجات السهولة والتيسير للحجاج، من خلال استعدادات ضخمة أعلنت عنها السعودية، ومنها؛ استحداث مناطق خدمية جديدة بين مطاعم وحمامات عامة، و450 حافلة نقل عامة جديدة لخدمة الحجاج، و17 قطاراً مخصصاً لنقل الحجاج من وإلى المواقع المقدسة، تصل قدرتها الإجمالية إلى 72 ألف راكب في الساعة، إضافة إلى 24 ألف حافلة، والعديد من الخدمات الأخرى التي لا يسع المجال لذكرها، ولكن السعودية تتفوق كالعادة على نفسها في كل موسم حج.
تحية خاصة لرجال الأمن في السعودية، وقوات أمن الحج، على جاهزيتهم التامة لمواجهة كل ما يمسّ الإخلال بالأمن أو النظام، ومنع جميع الأعمال المرفوضة والتي تؤثر على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، والمملكة أرادت إيصال رسائل إلى بعض تلك النفوس التي تريد استغلال الحج لمآرب أُخرى، ويبدو أن تلك الرسائل قد وصلت، أمّا مَن تجاهلها أو حاول التغافل عنها فإنه تجاوز، والجميع يعلم أن السعودية عندما تضع خطوطاً حمراء لأمن الحجاج فإنها لن تسمح أبداً بتجاوزها، وهذه الجدية وتلك الصرامة مطلوبتان في مثل هذه المواقف، خاصة مع استقبال كل تلك الأعداد الضخمة من الحجاج.
نهنئ شقيقتنا الكبرى بهذا النجاح المتكرر في إدارة الحج وتنظيم شؤونه، وتوفير التيسير والتسهيل لضيوف الرحمن، فتلك الأعمال الجليلة هي شرف خصّ به الله تعالى أهل المملكة وحدهم دون سواهم، وهم أهلاً لذلك قولاً وفعلاً، فأحسن الله لهم وبارك في جهودهم وأسبغ على شقيقتنا الكبرى السعودية الأمن والأمان والرخاء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله، وفي ظل شعب توّاق للنجاح وتكراره، مهما تعددت المناسبات وكَثُرتْ الأحداث.