يبدو أن بعض راغبي الشهرة والفرقعات الإعلامية لن يتوقفوا عن التلاعب بمشاعر الناس في كل قضية، فمرة نراهم ينشرون أخباراً وبيانات غير حقيقية عن العاطلين عن العمل، وثانية تتعلق بالبعثات الدراسية، وأخرى مرتبطة بالمشاريع الإسكانية والطرق.

وأخيراً وصل الأمر بهم إلى التلاعب بمشاعر شريحة عزيزة علينا نكن لها كل الاحترام والتقدير، وأعني بها فئة المتقاعدين، بل ووصل الأمر إلى تحويل وتطويع قرارات الدولة بما يغذي رغباتهم المريضة في تحقيق أكبر قدر من المشاهدات والمتابعات، وهو استغلال لا يليق بمن يدعون بأنهم نشطاء اجتماعيون أو إعلاميون.

وخيراً فعلت الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، بعد كل هذا اللغط، بالتوضيح أنه قد تم صرف جميع المعاشات المستحقة للمتقاعدين في موعدها لشهر يونيو، والتي تضمنت الزيادة التي تم إقرارها مؤخراً.

وأشارت الهيئة إلى أنه قد تم أيضاً إيداع الزيادة بأثر رجعي للأشهر من يناير إلى مايو لكافة المتقاعدين من خلال عملية إيداع متزامنة مع صرف المعاشات.

ما لفتني في هذا الموضوع تحديداً، ليس فقط الرغبة في التلاعب بمشاعر الناس، بل أيضاً سرعة الرد والتوضيح الذي قامت به الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، وهو ما كنا قد طالبنا به منذ سنوات، بأن تتبنى الجهات الرسمية في الدولة سياسة الرد السريع والمباشر على أية ادعاءات أو تحويرات لقراراتها، حتى توضح الصورة الحقيقية وتقطع الطريق على المتربصين بهذا الوطن، مهما كانت توجهاتهم ونواياهم وأهدافهم.

مع تأسيس مركز الاتصال الوطني، منذ سنوات، استبشرنا خيراً بأنه سيكون لدينا جهة رسمية معتمدة للرد على الادعاءات والمغالطات التي تستهدف البحرين، سواء على المستوى المحلي أو الخارجي، وهو ما بدأنا بالفعل بتلمسه مع تولي الإدارة الجديدة للمركز مهامها وتعيين ناطق رسمي له.

يقال؛ إذا لم تتحدث عن نفسك سيتحدث عنك الآخرون، وهذه حقيقة لمسناها على مدى سنوات طويلة، كإعلاميين وكمواطنين عاديين، حيث كان السكوت والرغبة في الهدوء فرصة مواتية للمتربصين بهذا الوطن، ومحاولة تشويه صورته وإنجازاته.

نأمل أن تكون الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي قد فتحت البوابة لمؤسسات الدولة الأخرى لتحذو حذوها في هذا الأمر تحديداً، وأن نرى مزيداً من النشاط والتفاعل من مركز الاتصال الوطني والمؤسسات الإعلامية الأخرى المعنية.

وأخيراً.. نأمل من الجميع أن يكون على قدر المسؤولية وأن يوزن ما يسمعه أو يتلقاه على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، لأن ليس كل ما يكتب حقيقياً وليس كل ما ينشر له أهداف نبيلة.

إضاءة

نقابة عاملات المنازل، أثارت لغطاً في المجتمع البحريني، فما بين مؤيد ومعارض، تكمن الكثير من الحقائق والأسرار والخفايا والأهداف التي تتستر تحت غطاء حقوق الإنسان.

ولنا عودة في الموضوع قريباً.