المنبر الديني هو منبر لبث تعاليم ديننا الإسلامي ونشر كل ما يتعلق بتفاسير القرآن والسنة وسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، غير أن التحولات السياسية جاءت لتغير مفاهيم المنبر الديني للكثير من المشايخ الذين اتجهوا لمزج الدين من ناحية الأحكام الشرعية بالعمل السياسي.

في هذه النقطة نختلف ونتفق، ولكن عندما يشذ المنبر الديني عن مهامه ليتحول إلى منبر لبث الأخبار الكاذبة والتحريض على الدولة ويخرج من العباءة الدينية ويكون المنبر مسرحاً سياسياً كما هو الحال بالجمعيات المنحلة بالقانون، فإن هذا ليس مخالفاً للقانون بل مخالفاً لمنهج والرسالة التي جاء بها المنبر الديني.

نقطتنا الأساسية هي أن المنابر الدينية أصبحت نافذة تتدخل في شؤون السياسة وتحرض على انتهاك الأمن والسلم الأهلي وبث معلومات مغلوطة وقد تكون بيانات مسيسة لخلق حراك جديد لينعكس على واقع الحياة السياسية لمملكة البحرين ويؤدي ذلك إلى فوضى مما يعد مساساً بالأمن والحياة العامة للمواطنين والمقيمين.

فالمنبر الديني للأسف قد يستغل لتمرير رسائل مسمومة من الخارج بديباجة دينية كونها أسهل طريقة لكي تدخل عقول الجماهير، فهذا الأمر مرفوض ليس دينياً كذلك مجتمعياً.

في كل الأحوال، إن من يعتلي المنبر من المشايخ الأفاضل، وهنا لا أوجه كلامي لفئة دون أخرى، فلكم منا كل التقدير والاحترام لرسالتكم السامية في نشر تعاليم ديننا الحنيف بغض النظر عن المذهب، ولكن هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، ولا يمكن السماح بأن يكون هذا المنبر الذي تعلمنا فيه أصول ديننا أن يصل لمرحلة التسييس وأن يؤخذ الدين الذي يحث على السماحة والخلق النبيل إلى أن يدخل في التحريض على العنف والتأجيج.

خلاصة الموضوع، ابعدوا المنبر الديني عن السياسة، واجعلوا منابركم لبث رسائل تحث على التقرب إلى الله من خلال العبادات والذكر الطيب، فكما أن المنبر الديني ومن يعتليه له تخصصه وأحكامه، فالسياسة لها مختصون ولهم معرفة كيف تدار الأمور بصورتها الصحيحة، فالفصل بين الدين والسياسة موضوع شائك ومعقد، ولكن تحول المنبر الديني لمنبر سياسي وقناة لبث سموم الخارجين عن القانون هو أمر مرفوض شرعاً وقانوناً.