لايزال أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» يتحدثون باسم شعب البحرين. يفعلون ذلك رغم تيقنهم من أن هذا الشعب يتخذ منهم موقفاً بل مواقف بسبب الأخطاء التي ارتكبوها وما فعلوه في 2011 وتسببوا به في تخريب حاضر ومستقبل الكثيرين الذين لا شك أنهم الآن نادمون على استجابتهم العمياء لهم واتباع عواطفهم.

إصرارهم على التمسك بهذا الخط أو ذاك أو الاعتزاز بهذه الشخصية أو تلك أو تأييدهم لهذا الموقف أو غيره أمر يخصهم وحدهم ولا يخص شعب البحرين، فهم لا يمثلون منه سوى نسبة ضئيلة تتناقص، وهو لم يعد يطيقهم بعد انكشاف كل شيء وتبين أهدافهم وغاياتهم ومآربهم.

حتى الفئة القليلة التي كانت تؤيدهم واعتقدت لبعض الوقت أنها اختارت الطريق الصحيح تبين لها خطأ اختيارها فانفضت من حولهم ولم تعد تثق فيهم بل لم تعد تضيع وقتها في الاستماع إلى ما يقولون وما يزعمون خصوصاً بعد الذي صاروا يرونه ويلمسونه من تطورات إيجابية في معيشة المواطنين وصاروا جزءاً من المستفيدين منها.

كمقاربة يمكن القول هنا إنه من غير المنطقي ومن غير المقبول أبداً أن يتحدث «حزب الله» اللبناني باسم شعب لبنان لأن هذا الحزب عدا أنه صار يعاني من تناقص مؤيديه في لبنان وخارجه لا يحق له التحدث باسم شعب لبنان لأنه لا يمثله ولا يعبر إلا عن فئة معينة تؤمن بمبادئه ويسيطر على عقولها. ولو أن كل جماعة صارت تتحدث باسم الشعب لحلت الفوضى في كل مكان.

كمقاربة أيضاً أجزم أن أولئك الذين يتحدثون باسم شعب البحرين لا يقبلون أن نتحدث نحن الصحفيين والإعلاميين باسم الشعب رغم أننا الأكثر تعبيراً عنه والأكثر دفاعاً عن حقوقه ومستقبله، وبالتأكيد لا يقبلون أن يتحدث من يتخذ منهم موقفا ويرفضهم باسم هذا الشعب.

وحده الحكم الذي يحق له التحدث باسم شعب البحرين في كل مناسبة وفي كل حين وبصوت عالٍ.