منذ أن عُقد حفل زواج ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وشهده العالم بكلّ تفاصيله، لم تخلُ وسائل التواصل الاجتماعي حتى اليوم من مَشاهد هذا الحفل من البروتوكولات الملكية والفخامة الأرستقراطية والوجاهة الأميرية بالمجوهرات والملابس بتصاميمها العالمية وتاريخ الأسرة الملكية وارتباطاتها وتفرعاتها وأصولها، بجانب الملوك والأمراء والوجهاء الحاضرين ومن لهم امتداد بالأسرة الملكية التي شدّت انتباه المتخصّصين في العلاقات السياسية والبروتوكولات الملكية والمحللين والمتابعين للتصاميم والمترقبين، ليخرجوا لنا كل يوم بخبر وتحليل ووصف يُنشر إعلامياً ليحلّق بالنفس لأبعاد لا يفهمها غير المتخصّصين في علم النفس، تفاصيل قرّبت المشاهد من مختلف أنحاء العالم من الأسرة الملكية الأردنية وتاريخها العظيم ونظام بروتوكولاتها.
حقيقةً، أنا شخصياً واحدة من المتابعات التي لفت انتباهها تفاصيل الحفل بدقة تحضيره، وبالأخص والأهم بروتوكولات لغة الجسد أو ما نسميه علم الحركة والاتصال بين الشخصيات الحاضرة في حفل الزواج، سواء أكانت الرسمية والتي تُترجم مستوى وترابط العلاقات ومضمون الشخصيات وتُعرّفنا عن قرب ما لا ينطق به اللسان، فهي دلالات تلقائية يصدرها الشخص تعبّر عما يشعر به، فهي لغة النفس والذهن والمفردات غير اللفظية بتعبيراتها الدقيقة بكلّ ما تحمله من معنى حقيقي.
فمِن مشهد عقد القران وترتيب الحضور وجلوسهم على المقاعد بمستوى مراكزهم ومسمياتهم، السياسة لها بروتوكول خاصّ بقواعده وإجراءاته وتقاليده المتبعة التي تؤكد على مستوى الاحترام والتقدير للشخصيات الملكية والرئاسية والأميرية، ومدى ارتباطها بالممارسات الثقافية والتاريخية والاجتماعية في كل بلد ومستوى العلاقات الدولية، كما هو أيضاً البروتوكول الذي ينمّ عن مدى التزام الحضور بالوقت المحدد للاستقبال والترحاب، فهي بروتوكولات وإجراءات مهارية وفنية تحافظ على النظام والوقت بالتزام تُدرس بإتقان. وما بين البروتوكول والفخامة والمنافسة والمناسبة والتقدير في عقد القران وحفل الزفاف والعشاء.
تفاصيل كثيرة يُمكن التحدّث عنها تبنّتها وسائل التواصل الاجتماعي، وامتدّت حتى بعد انتهاء حفل الزواج الملكي للجذب العالمي باستغلال الوتر الحساس للعنصر البشري.. فتم تناول تاريخ وارتباطات الأُسرة الملكية وتفرعاتها والتي أعطت صورةً واضحةً عن قُرب عن مستوى الانفتاح والتنوّع، والترابط الدولي في العلاقات الاجتماعية وغيرها السياسية، والعسكرية، والثقافية، والفنية، والاقتصادية.
ومن أسئلة البُسطاء بفضولهم المتواضع الذي لم تغطِّه وسائل التواصل الاجتماعي بعد لإرضاء شغفهم.. حيث الترقب الذي صنعته وسائل التواصل الاجتماعي التي لم تترك شيئاً إلا وتناولت تفاصيله شكلاً ومضموناً.
ربما بعض الحفلات والمناسبات وفعالياتها يتجه بعض المهتمين إلى تحليلها بمختلف تفاصيلها للتعرّف على مدى تأثيرها السياسي، والبروتوكولي، والنفسي، والاقتصادي، والإنساني على المستوى المحلي والدولي والعالمي، لعلاقات وثقافات، وبروتوكولات، وقيم، وعادات وتقاليد.
بطاقة تهنئة
نرفع التهاني ونبارك للأردن وملكها وقرينة الملك وشعبها، زواج ولي عهدها الأمير الحسين بن عبدالله الثاني والأميرة رجوه آل سيف، ونشكرهم على تواضعهم وعلاقاتهم المترابطة التي بثت كمّاً من رسائل الحب التي أسعدت قلوب المتابعين حول العالم.