الأسلوب نفسه الذي اختاره أمين عام «حزب الله» اللبناني ويستولي به منذ سنين على عقول البسطاء ومن تنقصهم القدرة على قراءة الساحة ولا فهم لهم في السياسة يطبقه علي دعموش نائب رئيس المجلس التنفيذي للحزب حيث قال أخيراً إن «المقاومة اليوم في أعلى جهوزيتها والمناورات التي يجريها العدو دليل ضعفه وخوفه.. المقاومة هادئة ومطمئنة بينما العدو قلق وخائف ومضطرب» وهو قول لا يختلف عاقلان على أنه لا يعبر عن الواقع حيث الواقع يؤكد أن إسرائيل تمتلك من الأسلحة ما يمكنها من تدمير كل ترسانة هذا الحزب وما صار يعرف بمحور المقاومة وحيث العلم لا يقول إن الدول عندما تجري مناورات عسكرية فإنها تعبر عن قلقها وضعفها وخوفها واضطرابها، فالمناورات في كل العالم يتحقق من خلالها أمران؛ التدريب العملي وتوصيل رسالة إلى الطرف الذي يعتبرونه عدواً مفادها أن عليك أن تحذر لأننا من القوة بحيث نستطيع أن نفنيك لو دخلت معنا في مواجهة.

لأن هذا الأسلوب أثبت جدواه وحقق نجاحاً وبه يتمكن معتمدوه من إدخال المستهدفين في حالة الوهم التي تجعلهم يؤمنون بأنهم يستندون إلى ظهر قوي لذا فإن قادة هذا الحزب وغيره من الأحزاب التي أدخلت نفسها في هذا السياق يلجؤون إليه كلما أحسوا بأن المستهدفين دخلوا في حالة صاروا يشعرون معها بأن الآخر / العدو هو الأقوى وأنه قادر على إنزال الهزيمة بهم وإبادتهم.

مؤلم أن يصدق العامة ما يروجه أولئك «القادة» ومؤلم أكثر أن يصدقه من يفترض أن له باعاً في السياسة ويعرف الواقع، ومؤلم أن يعمل هؤلاء على الترويج لمثل هذه الأفكار غير الواقعية وغير المنطقية فيساهموا بذلك في اتساع دائرة الوهم ليتفاجؤوا عند اللحظة الفارقة بأنهم هم الأضعف وأنهم المهزومون.

المساهمة في نشر الأخبار عن تمكن هذه البلاد أو تلك الجهة من صناعة وتطوير صواريخ أسرع من الصوت مساهمة في إدخال البسطاء في حالة الوهم التي أسس لها أولئك «القادة».