حسب العديد من المواقع الإلكترونية الإسلامية فإن الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه كان يرتقي المنبر أيام الجمعة والعيدين بغية إيصال صوته وإسماع الحاضرين كلامه، ثم ظهرت لهذه الوسيلة فوائد أخرى منها الإعلان عن الشرائع التي توحى إلى النبي عليه الصلاة والسلام أي أنه صار منصة إخبارية وتبليغية والإعلان عن القرارات الرسمية في الدولة وعرض القضايا المهمة للنقاش والبحث والمشورة وتعليم المسلمين الدين، وهذا يعني أن دور المنبر الأساس هو الإرشاد والوعظ «فكان المسلمون يعرفون أمر الله ورسوله، ونهي الله ورسوله، وأحكام الله وشرعه وقانونه في كثير من الأحيان من خلالِ سماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر»، وبعد ذلك ظل راقي درجات المنبر «يقوم بتفقيه المسلمينَ وتعليمهم حقائق دينِهم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع ما تشتمل خطبته على دعوة للعناية بسلامة الأخلاق والآداب»، بالإضافة طبعاً إلى تبليغ المسلمين بأخبار الحرب والسلم.

من هنا فإن أي عاقل يستغرب من قيام البعض باستغلال منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأغراض سياسية وتحريض العامة وشحنهم وترديد الهتافات التي ليس مكانها المسجد، ويكفي للتدليل على خطأ هذا التوجه وخطورته هو أنه يؤسس للفتنة، فعندما تقوم مجموعة أخرى تؤمن بأفكار أخرى وقناعات مختلفة برفع وترديد شعارات مناهضة لشعارات تلك المجموعة في المساجد والجوامع فإن بيوت الله تتحول إلى ساحة حرب، وهو ما لا يتوافق مع دورها ومع الشريعة الإسلامية.

مهم هنا التأكيد على أنه تتوفر في البحرين العديد من وسائل التعبير عن الرأي والموقف، يضمنها الدستور وينظمها القانون، وبالتالي لا يمكن أن تكون بيوت الله مكاناً لممارسة مثل هذه الأمور، فبالإضافة إلى مجلس النواب الذي يعبر منه خلاله نواب الشعب عن آراء ومواقف ومطالب المواطنين وأمنياتهم ويتبنى قضاياهم يمكن للمواطن إيصال صوته ورأيه والتعبير عن مواقفه بطرق شتى.