لأكن صريحة جداً مع القراء الأعزاء ممن يقرؤون مقالاتي ومع كل التقدير والمحبة للكثيرين ممن يتواصلون معي، رغم تحفظي على ذكر الأسماء أو حتى الارتباط ولو من باب الزمالة مع بعض ممن لديهم مناصب حكومية أو حتى تواصل مع بعض النواب وذلك لسلامة النوايا في مقالاتي وليس بالطبع انتقاصاً لأحد والتأكيد على احترامنا للجميع حتى لو اختلفنا في وجهات النظر، فاختلاف الرأي لا يفسد بالتأكيد للود قضية.

ومن مبدأ الود غير المعروف والمتبادل بيني وبين بعض المسؤولين رفيعي المستوى وبعض النواب الذين لا يحبون مقالاتنا -ونتحفظ على ذكر أسمائهم- مع وجوه اقتصادية تشاركني بعضاً من آرائهم حول تشاؤمهم إزاء الوضع الاقتصادي العام بسبب ضغط الشارع البحريني عليهم وأتفهم جيداً أسباب عدم وضوح الرؤية.

فمنذ متى رأيت مسؤولاً قد يمتلك عقلية فذة تساعده على فهم النصف الممتلئ من الكوب بدلاً من الفارغ، مع إيماني بأنه طابور طويل لكنه غير صبور بلاشك كما أن الجيل الجديد على استعداد تام لأخذ زمام الأمور بأقل التكاليف حتى لو كان سطحياً كما حدث في الانتخابات الماضية التي تمخض عنها استحقاق شبابي بامتياز، لدرجة أن أي مسؤول أو نائب بات يقارب سن الخمسين يعتبر من الأعمار الكبيرة وقد يعاصر نفس طاولة نظيره من قد يكون أصغر من أحد أبنائه وتلك هي إحدى المفارقات الطريفة.

وبالرجوع إلى النظرة التفاؤلية -وأنا طبعاً من جمهورها- أتفهم غياب هذه الروح عند البعض بسبب ضبابية الرؤية لخلط الكثير من الأوراق وهو ما يميز الوضع الحالي، ولربما تلك هي أجمل صورة للوضع الحالي الذي يستصعب قراءته لمن لم يمتلك بصيرة فذة، فهدوء ورتابة الأمور قد تبعد الكثيرين من متصيدي الغنائم والشهرة ويعرف الطالح من الصالح، كما أننا على موعد قريب من التغييرات الجذرية لحقبة جديدة تملؤها وجوه وعقليات ناضجة مختلفة نوعاً ما عن ربع قرن مضى من زمن نتوجه لهم بالكثير من الحب والتقدير ويمنحوننا العذر، فنحن على وشك الإمساك بزمام الأمور جميعاً كأفراد بحرينيين تحت مظلة القيادة الرشيدة لنسير على الدرب ونكمل المشوار الذي يجب أن تتجدد فيه الدماء وتُخلق فرص أكثر نوعية تتناسب مع المعطيات العالمية الاقتصادية الحالية.

إن تغير المناخ الاقتصادي يوجب علينا تغيير الأجهزة الحكومية والدفع بأجهزة استثمارية جديدة حول استثمار المناخ والطاقة المتجددة والفرد البحريني وهو اللبنة والنواة الأساسية لخدمات جميع مفاصل الدولة تلحقها بإعادة وضع شكل الاقتصاد مبنياً أيضاً على نوعية الخدمات التي يحتاجها المواطن والمقيم الذي يغذي هذا التفاؤل في هذا البلد الكريم العزيز.

أتفهم للمسؤولين كل هذا الإحباط، في المقابل أتنبأ بما هو غير محبط تماماً قادم قد يغتنمه الكثير من شبابنا القادم المخلص في العمل وثابت النوايا في التقدم برفعه هذا الوطن فما بين التفاؤل والتشاؤم فقط شعور الفرد وإنجازه.

* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية