تستضيف المملكة العربية السعودية الشقيقة في نهاية الأسبوع الحالي القمة العربية، في ظل تغييرات سياسية كبيرة تتطلب المزيد من التضامن العربي ووحدة الصف لمواجهة العديد من الأخطار، وعلى رأسها الأمني الغذائي الذي أصبح هاجس دول العالم في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.
هذه القمة سوف تشهد عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية بعد أجواء الانفتاح واتفاق الدول العربية على عودتها في ظل مبدأ خطوة بخطوة، والتي يجب الاهتمام بتفاصيل هذا المبدأ بدءاً من وقف تصدير حبوب الكابتجون المخدرة، والتي تصدرها الميليشيات الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية بهدف ضرب المجتمعات العربية واستهداف الشباب فيها، وكذلك وقف العمليات الإرهابية لهذه المليشيات التي تهدف زعزعة أمن الدول العربية بإيعاز من الدولة الممولة لها.
ولابد من عودة اللاجئين والمهجرين السوريين إلى بلادهم بطريقة آمنة تضمن سلامتهم بدلاً من تصفيتهم بشكل طائفي، فالأراضي السورية هي أراضٍ عربية خالصة ويجب أن تكون لأبناء الشعب السوري العربي خالصة. وفي الجانب اليمني لابد من ضمان التزام ميلشيات الحوثي بما توصل التوصل إليه وإعادة الممتلكات التي تم مصادرتها من أبناء الشعب اليمني، والحفاظ على هوية اليمن العربي وإعادة المناهج الدراسية إلى ما كنت إليه بعدما عاثت فيها الميلشيات الحوثية فساداً، فأبناء اليمن الذين أضحوا تحت خط الفقر يجب أن يعيشوا حياة كريمة، ولاشك أن الدول الجوار تهتم كثيراً بذلك من خلال أعمال الإغاثة المستمرة. وكذلك لابد من وقف الحرب العبثية في السودان الشقيق، والتي لم تجنِ إلا الدمار والتشريد والتهجير لأبناء السودان وزيادة الفقر، في ظل معركة لا رابح لها ولا فائدة منها إلا تصفية خلافات بين طرفين متقاتلين، يجب أن يتحكما فوراً إلى السلم، وإعادة استكمال العملية السياسية، من أجل أن يعيش أبناء السودان حياة كريمة. وتبقى القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، والمحافظة على عروبة فلسطين ومقدساتها على رأس الأولوية، ولابد من دور للدول العربية لوقف الدمار الذي تقوم به إسرائيل في غزة وغيرها.
تبقى الآمال كبيرة على القمة العربية التي تعقد في المملكة العربية السعودية بيت العرب الجامع، والتي تمثل رقماً صعباً في السياسة العربية وأعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية للتخفيف من ويلات الحروب والمشاكل التي تجري على الأراضي العربية وبكل أسف شديد.