من المؤكد أنه لا أحد يكترث أو يهتم لرقم مكون من 6 أو 8 أرقام أستخدمه كرقم سري لدخول بريدي الإلكتروني أو أي موقع إلكتروني آخر والذي عادة ما يكون موحداً في أغلب الأحيان. أساساً ما حد يدري فيني ولا أحد يعرف عني وأنا لست بمصدر مركزي للمعلومات.

مثال هذه الجمل كنا ولا نزال نسمعها ولربما أنا قلتها يوماً، معتبرة أنه لا يوجد من يسعى للحصول على أرقامي السرية التي يُفترض وجودها مقترنة مع أي حساب إلكتروني، لأنه لن يحصل أحد على أي منفعة مباشرة مني أو من خلالي. ولكن الحقيقة منافية للواقع الموهوم الذي يمكن أن أتخيله أنا أو غيري، لأجد أنه بالفعل يوجد مجموعات مهمتها أن تتصيد لكل معلومة يتم نشرها وتداولها من خلال برامج التواصل الاجتماعي سواء كان بطريقة مباشرة مقصودة أو غير مقصودة؛ فهؤلاء المخترقون بعد أن يتحروا عن المستوى الاجتماعي للشخص بكل ما يملك من إمكانات يظهرها من خلال برامج التواصل الاجتماعي يبدؤون بجمع كل البيانات التي توصلهم بالنهاية إلى النتائج التي كانوا يرنون إليها.

فما نعتبره بسيطاً ولكن بالنسبة للمخترق يعتبر ثروة لا مثيل لها. رقم هاتفك أو سيارتك، يوم ميلادك الشهر والسنة، وميلاد شريكك، وأغلى الناس عندك، رقم بيتك والشارع والمدينة، هي بالنسبة لك ليست أكثر من مجرد أرقام أو أسماء عادية لا تشكل أمراً مهماً في حين أنها للطرف المتصيد والذي يمكن أن يكون أقرب الناس لديك أو يكون بعيداً كل البعد عن موضع الشبهة عنك، هي منجم معلومات ستقوده عاجلاً أم آجلاً إلى مبتغاه وهو إما حسابك البنكي أو أنك تكون عرضة لابتزازات وتجد نفسك تحت وطأة الهزيمة المعلوماتية التي ستخسرك الكثير. لماذا؟

لأن الهندسة الاجتماعية تعرّف على أنها فن استخراج المعلومات السرية من الفريسة بكل سهولة وانسيابية واللعب على العوامل النفسية والانجذاب إليك وتصديقك دون أن تدري أنها تستغلك لمصلحتها دون أدنى شك. لذا وجب التنبيه على كبيرنا وصغيرنا بعدم الثقة بالناس الذين نعرفهم فما بالنا بالأطراف المجهولة.