ليس من ديدن الحكم في مملكة البحرين التعالي على قضايا وهموم المواطنين، فالحكم في هذه البلاد يتفاعل مع المواطنين ويعطيهم ويعطي قضاياهم وهمومهم الكثير من وقته ويصرف مثله في إيجاد الحلول التي تفضي إلى حل تلك القضايا وإخراجهم من تلك الهموم.

هذه حقيقة يعمل أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» على الترويج لعكسها، معتبرين أنه طالما أنه لا يسمح لهم بتحقيق ما يريدونه وتسليمهم «الخيط والمخيط» وجعلهم يقولون ويفعلون ما يريدون فإن هذا يعني أنه متعال على قضايا وهموم المواطنين!

طبعاً هم لم ينتبهوا إلى أن هذا الذي يدعونه يفضحهم ويكشف نواياهم ويؤكد أنهم يعملون لمصلحة الخارج وأن همومهم زائفة، ولو كان عكس هذا لأوجدوا للحكم ما يكفي من أعذار ولردوا على أنفسهم خصوصاً وأن الواقع يبين حجم تفاعل الحكم مع قضايا وهموم المواطنين وكيف أن كل السلطات تعمل من أجل حاضر ومستقبل المواطنين جميعا، ولولا هذا لما تطورت الحياة في هذه البلاد.

تلك الادعاءات لم تعد مقنعة حتى للدول والتنظيمات التي احتضنت لبعض الوقت «قضاياهم وهمومهم» لأنها ببساطة صارت ترى مدى وحجم الاهتمام الذي يبديه الحكم هنا لقضايا وهموم المواطنين وكيف أنه يعمل بجد على إخراجهم وتخليصهم منها، ولأنها ببساطة أيضاً قررت الالتفات إلى مصلحتها وإخراج نفسها من دائرة الاتهامات والتشكيك في النوايا والحال الصعبة التي صارت فيها بسببهم وبسبب المعلومات غير الدقيقة والمبالغ فيها التي ظلوا يوفرونها لها لسنين عديدة كي يضمنوا تعاطفها معهم والاستمرار في احتضانهم وإعانتهم.

هنا مثال، ليست كل دول العالم تسمح بالخروج في مظاهرات في يوم العمال العالمي الذي يصادف غداً، لكن أولئك يعتبرون أن عدم السماح بذلك هنا دليل على عدم الاهتمام بقضايا وهموم المواطنين وعلى التعالي على العمال رغم أن الدليل على عكس هذا متوفر بتعطيل العمل رسمياً في هذا اليوم في مختلف المؤسسات تقديراً للعمال وعطائهم.