نحن اليوم في عصر لا تكفي فيه الشهادات الأكاديمية للتميز كما كان الوضع قبل 30 عاماً أو ربما 20 عاماً؛ فالعالم يتغير بسرعة كبيرة، ومن المهم أن يكون لدى الأفراد مهارات شخصية متنوعة لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة باستمرار.

التعليــم اليوم هو ركيزة أساسية لكل فرد وتقوم عليه كافة المجتمعات وتخصص له الميزانيات، ولذلك أصبح التميز صعباً ولن يتميز الفرد إلا من خلال الاستثمار في المهارات الشخصية، حيث إن الشهادة الأكاديمية وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح المهني، فقد أدرك العديد من الشركات وأرباب العمل أن المهارات الشخصية كالاتصال الجيد، والتفكير النقدي، والقدرة على العمل بشكل فريقي، وإدارة الوقت والمهام، تعتبر أدوات أساسية لتحقيق النجاح في أي مجال عمل.

وبالنظر إلى قرب إجازة الصيف، فإن استغلال هذه الإجازة في الاستثمار في المهارات الشخصية يمكن أن يكون الخطوة الصائبة لتمضية إجازة ممتعة ومفيدة، حيث يمكن لأولياء الأمور تسجيل أبنائهم في دورات لتحسين مهاراتهم الشخصية وتعلم مهارات جديدة في مجالات مثل التحليل الاجتماعي والعلاقات العامة وتطوير الذات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي والمونتاج والتصوير والحرف وغيرها من التي يميل لها الأبناء.

أما المقبلون على الدراسات الجامعية وفي مرحلة اختيار التخصص فيجب النظر إلى أهمية اختيار التخصصات التي لها علاقة بالتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، حيث إن هذه المجالات تتطلب مهارات خاصة وعلمية تساعد على التفوق والتميز في السوق العمل، وعلى العكس من ذلك، يجب الابتعاد عن التخصصات التقليدية التي كثر الحديث عن إمكانية الاستغناء عنها مستقبلاً.

كما أن التخصصات الحديثة هي التي تحظى بطلب كبير في سوق العمل في الوقت الحالي، فيجب التروي قبل اختيار التخصص والبحث عما تتوافر فيه الثلاثة أركان الآتية «رغبة - فرصة - قدرة».