المسلسلات الرمضانية تسمية لدراما أصبحت مقترنة بشهر رمضان المبارك، حيث كان فحواها في جلِّه مقترنا بجوهر الموسم الفضيل في تغذية الروحانيات وتزكية الإيمانيات، غير أن هذا الجانب من الاقتران بات انسلاخاً تاماً.

فبينما كانت الشاشة الصغيرة تختصُّ برامجها في الشهر الكريم بمسلسلات دينية وتاريخية وبرامج توعوية، ومسابقات ثقافية، إلى جانب بعض أعمال الدراما الاجتماعية التي لا تنحى بعيداً عن قالب أجواء العفّة، بل تساهم بالتّوازي في تعزيز الأخلاق الفضيلة، وزرع معاني المروءة والكرامة، أصبحت اليوم بمنأى عن ذلك، بل تفتقر إلى المسلسلات الدينية على وجه الخصوص والتاريخية.

فالمواسم التي تميّزت بأعمال متناغمة مع مقام شهر العبادة، ومتفردة شكلا ومضمونا مثل المسلسل الديني «محمد رسول الله» الذي يروي قصص عدد من الأنبياء ابتداء من النبي إبراهيم عليه السلام انتهاء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتنقل أحداث البشارات التي وردت على لسان الأنبياء بالنبي الخاتم، ويعتبر من أفضل المسلسلات الدينية، والمسلسل التاريخي الديني «عمر بن عبدالعزيز» و«أبو حنيفة النعمان» إلى جانب المسلسل الدرامي التاريخي «رأفت الهجان» والدراما الاجتماعية التاريخية «ليالي الحلمية» أعمال درامية أَفاضَت في النفوس نفحات إيمانية، وأوقدَت في الهمم الحمِيّة، وأودعت في المشاعرِ عزّةً، تلك مواسمُ وَلَّت ولم تـعُد.

وحلّت محلّها كما هو الحال في الموسم الأخير دراما يطغى عليها العنف وخدش الحياء، والابتذال، إلى جانب البرامج التي تعرض كيف انضَحك على الأشخاص وتعرّضوا لـ«البهدلة»ولا تمتّ بصلة للمغزى من شعائر المناسبة من امتناع عن سوء القول والعمل وليس فقط الامتناع عن الطعام والشراب، ناهيك عن العنوان الذي لا يمت بصلة لذلك، ولا للّغة التي يبث بها البرنامج، بل في معانيه تجاوز يتعارض مع الأسس العقائدية للموسم الفضيل، وذلك من قبيل «.. نيفر إند»!!