لقد تلقيت اتصالا لطيفاً من صديقتي الأوروبية قبيل ‏العيد، تسألني إن كنت أعرف صالونا للتزيين النسائي كي تقصده. ‏فأجبتها: «فعلى حد علمي أن أغلب الصالونات مزحومة بمواعيد مسبقة، وسوف يتعذر عليك اقتحام جدول مواعيدها بسهولة» ولكن مع هذا فقد قمت بالاتصال بأكثر من جهة ولكن كانت النتيجة سلبية. لذا اقترحت عليها أن تسير في شوارع المملكة وكلما وجدت صالوناً دخلت عليه وجربت حظها، وبالفعل أخذت بالنصيحة، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل.

وذلك كي أعود وأتلقى منها اتصالاً في نهاية اليوم معبّرة عن كم الاستياء والحزن اللذين كانا يعتريانها كونها لم تحصل على فرصة تزيينية على حد قولها تليق بعيدنا. مصرحة لي بأن الكل موجود في الصالونات!! مسلمين وغير المسلمين، بحرينيين وغير بحرينيين كل أنثى متوجهة إلى لتزين نفسها لاستقبال العيد!! وهي تماماً تريد أن تكون مثل الأخريات وتستقبل العيد بأبهى حلّة وأحلى زينة.

‏وبالرغم من انزعاجي لما تعرضت له صديقتي ذلك اليوم، فإنني كنت في الوقت نفسه سعيدة جداً في داخلي. فهذه الزحمة في صالونات التزيين النسائي أو الرجالي ومحلات الحلويات والمحال التجارية والزحمة في المجمعات وفي الشوارع الداخلية والخارجية بمختلف أنواعها ما هي إلا دلالة ولله الحمد على تعافي البلاد من آثار جائحة كورونا التي ألقت بظلالها وما نتج عنها من ركود اقتصادي واجتماعي. وعلى المنقلب الآخر فإنه يدلّ على روح التعايش السلمي والاندماج المجتمعي الذي تتمتع به مملكة البحرين.

وفي ختام حوارنا ذكرتني بالمقولة التي أرددها دائماً، إنه ليس عليك أن تكون مسلماً كي تكون صالحاً؛ لأجدها تضيف بكل محبة وود أنه ليس عليك أن تكون مسلماً كي تحتفل وتفرح بالعيد. حقاً العيد فرحة الكل، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركة.