مرت أيامه سريعة، وكأنها يوم أو سويعات من يوم، هكذا هي الأيام الجميلة ترحل سريعاً إلى الذاكرة، حيث الخير الكثير والبركة والتئام الأهل والأصدقاء، وتفقد المحتاجين والأرامل، فما أجملها من ذكريات وما أعظم أجرها عند الله.

على أبواب وداع رمضان، نفتح قلوبنا للفرحة والأمل واستقبال العيد، قد تشغلنا بعض أمورنا الصغيرة عن اللحظات الأجمل، ونغفل قيمة هذا اليوم العظيم وما فيه من الخير باجتماع وتواصل الأهل والأصدقاء.

أيام العيد ليست كغيرها من الأيام، رغم أننا فقدنا كثيراً منها في زحمة حياتنا المادية والركض المتواصل لتلبية احتياجاتنا، إلا أننا لا نزال نراها في روح الألفة والمحبة التي تجمع كل أطياف المجتمع وهم يتواصلون بكل حب ومودة وأخوة.

على أبواب العيد، تعود بي الذاكرة إلى أيام الطفولة، حيث التسابق استعداداً للعيد. فكان الأهل يمنحون الأطفال الفرصة لاختيار ما يشاؤون من الملابس والألعاب، بل واختيار أماكن التنزه، ذكريات لا تزال عالقة في الذاكرة رغم تحولات الحياة ودخول التكنولوجيا في كل تفاصيل حياتنا.

وللأسف الشديد، استبدل كثير منا اللقاءات برسالة عبر الجوال لتبادل التهاني والتبريكات، بصورة أو عبارة مقتبسة، ولكنها رسائل تخلو من كل صور العاطفة وما يجول في القلب من محبة وشوق.

ولكن والحمد لله أن مجتمعنا البحريني لا يزال محافظاً على تقاليد العيد، حيث الاجتماع مع الأحبة والأصدقاء في المجالس وتبادل التهاني، وهي عادات متوارثة من الآباء والأجداد تعبر عن قيم المجتمع وعاداته الأصيلة في التواصل.

دعوة صادقة من القلب، تعايدوا بالابتسامة والكلمة الطيبة لأنها أجمل ما يقدم من هدايا في هذه الأيام المباركة، وأقلها تكلفة، وبهما البلسم الذي يمسح على القلوب المنكسرة فتزرع فيها الأمل والسعادة.

وبهذه الأيام المباركة؛ ندعو لمن غابوا عنا أن يكون عيدهم بالجنة أجمل، وأن يجعل الله قبورهم روضةً من رياض الجنة، ونسأله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء، وأن يديم عليها الأمن والأمان والاستقرار، وأن يجعل كل أيامنا أعياداً في ظل قيادة جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه.

إضاءة

ثم.. ماذا حدث للأعياد؟

لم يحدث للأعياد شيء..

حدثت لنا نحن أشياء.. وأشياء

أصبحت أفراحنا صغيرة.. لا نكاد نراها

وأصبحت همومنا كبيرة.. لا نكاد نحملها

«غازي القصيبي».