لفتني خلال مقابلة أجريت مع الممثل الكوميدي الراحل غير المسلم ديك غريغوري، حيث ذكر فيها «لقد كنت محل استغراب مَن حولي عندما يعلمون أنني صائم!! هذه العادة التي دمت عليها لأكثر من ثلاثين عاماً معظم أيام السنة». حصل هذا بعد استشعاره بعظيم ما يفعل على صحة البدن والروح في آن. ويضيف، «فأنت خلال الصيام لا تفقد الوزن وإنما تفقد الشوائب، ففي حالة النوم يدخل الجسد في حالة صيام عما يؤذي الجسد والروح سواء له ولمن حوله». ليكون هذا التصريح محل إشادة وتقدير لجموع المسلمين على وجه التحديد وجموع من يناشدون بضرورة الحفاظ على الصحة بكل ما أوتينا من قوة وعلم ومعرفة بشكل عام.

ولكن ما أثار إعجابي حقاً تعليقاً كتبه أحد رواد برامج التواصل الاجتماعي «وهل نحن نحتاج إلى خبير صحة كي نصوم؟» تعليقاً على مقطع فيديو لخبير بيولوجي وخبير باكتيريا يشرح أهمية الصيام والفوائد والتي لا تعد ولا تحصى وكيف أصبح الصيام بنماذجه المتعددة العلاج الفعال لكثير من حالات مرضى السرطان. هذا التعليق العفوي الاستنكاري يحمل معنى في غاية الأهمية: وهو أننا كمسلمين ننفذ ما أمرنا به رب العزة دون نقاش أو جدال وذلك لعلمنا المسبق أن ما نُؤمر به يحمل لنا الخير الكثير وإن كنا لا ندرك حقيقة ذلك. ولكن هذه الاستشهادات العلمية من وجهة نظري تعزز القيمة الفعلية لما نقوم به أمام المشككين والذين فقط ينظرون إلى ظواهر الأمور وليس إلى جواهرها.

وهنا على بالي أن أضيف أمراً آخر، أن جوهر وفوائد تعاليم الديانة الإسلامية ليست حكراً فقط على المسلمين. لأنه ليس عليك أن تكون إنساناً مسلماً كي تكون إنساناً صالحاً طيباً كريماً متعاوناً وأن تكون مشافى معافى من الظلم والذنوب والآثام والإسراف والمغالاة. فالإنسان الصالح بكل معانيه رزق لا يعرفه كثيرون.