صمت لفترة طويلة، لمحاولة استيعاب ما تراه عيني صبيحة يوم الثلاثاء الماضي لجلسة النواب، عندما ترجّل رئيس المجلس عن كرسيه ليؤدي دوره الأساس كنائب وممثل للشعب قبل أن يكون رئيس المجلس مدافعاً بكل موضوعية عن دائرته موجهاً عدة تساؤلات لسعادة وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني السيدة آمنة بنت أحمد الرميحي.

الحقيقة، شهادتي في المسلم مجروحة، لأني كتبت مسبقاً في كاريزما أبوسلمان، واليوم عدت لأكتب مبتدئة باسمه متعمّدة مع تمنياتي بأن تصله وتصل إلى نوابنا الأعزاء ومن يهمه الأمر في صنع القرار، مجموعة من الرسائل التي قد تعنينا جميعاً وإنني على ثقة بأنه سوف يقود المجلس النيابي في مرحلة مختلفة تماماً عما سبقت أسلافه.

فمنذ إعلان تسريبات مشروع الميزانية والتي على ما يبدو مازالت في مرحلة إعادة هيكلة الاقتصاد بهدوء -ولأكون منصفة- جميعنا تكبد خسائر فادحة فقط في كورونا التي جعلتنا نرجع إلى مربع الصفر، حيث من الصعب مباشرة العمل بدون إعادة الضخ في الاقتصاد المحلي بسبب تغيّر متطلبات السوق، لكن وجب في هذه المرحلة ولحسن الحظ، النهوض بشخصيات قيادية استثنائية. إن شح المال والمادة في المحيط ألهم وأعطى الأمل للناس والجمهور وهو ما رفعته شعار المرحلة القادمة قبيل الاستعدادات للانتخابات على أبسط التعبير.

الحالة النفسية للشارع البحريني ليست بالأمر البسيط الذي يمكن معالجته بدون حلول مالية جذرية، وأتفهم حجم الضغط النفسي على النواب حتى وصلتني رسائل مبطنة من نواب حاليين بخصوص مقالاتنا، يسودها عتب وغضب خصوصاً أن عمل النائب الحالي ووجود كل هذا الضغط النفسي مع مستحقات الراتب أقل من راتب سعادة الوزراء أساساً، إضافة لكل من خرج من المجلس في دورة 2018 خرج مفلساً مكروهاً اجتماعياً تلاحقه الديون وبدون أي ضمان اجتماعي مع جواز أخضر تحت مسمى نائب سابق! وأتمنى لمجلس النواب وفي شخص الرئاسة بدء التحرك لإصلاح أوضاع النواب السابقين الشباب، فنحن لا نرضى أن نرى نوابنا البحرينيين بدون وظائف أو ضمان اجتماعي أقل ما يمكن للعيش بستر!

الأمل الذي يجب أن يغذي مقالاتنا، أن يعمل المسؤولون عن قرب من الناس بدون أبواب مغلقة ويطمئن له النواب، ويستشعر له الشارع البحريني والمواطن الشريك الحقيقي للعمل والإنتاج، وهو أقل ما يمكن إن عجزت المادة عن تحقيق ما نحلم به هذا اليوم، حيث أرجع المسلم هذا الأمل بعفوية بالغة ولربما غداً سيكون أفضل!

عندما يترك الرئيس كرسي الرئاسة والمطرقة ويفكر المسؤول أنه سيترك مقعد الوزارة، وعندما أفكر أنني سأترك القلم، جميعنا سنكون من ضمن عامة الناس والمجتمع بغض النظر كم تبلغ أرصدتنا البنكية وبغض النظر عن إنجازاتنا، فإن لنا مراجعة حقيقية في وقفة جلية اليوم في هذا الوقت الصعب أن نكون أقرب للناس كما فعلها المسلم رغم معرفتي المسبقة بسؤال الرئيس، ولكن لم يخطر في بالي ولو لوهلة أن العرض سيكون بعفوية بالغة.

فحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، هو من ألهمنا وألهم المسلم في الليلة السابقة بمزيد من البساطة عندما استقبل أهالينا من وجهاء وأعيان أبناء المحافظة الشمالية وعبر عن سعادته بلقاء معلم ومدرسة البحرين الأولى الدكتور علي فخرو والذي نكن له كل الاحترام والتقدير ونهنئه بلقاء جلالة الملك المعظم الذي سوف يخلده التاريخ.

* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية