نحن على أبواب مرحلة جديدة من التقارب وحل الخلافات مع الدول العربية وعودة الدول العربية كاملة إلى الجامعة العربية، حيث إن المملكة العربية السعودية هي التي تقود العالمين العربي والإسلامي حيث العودة بل والتضامن بين تلك الدول وفض الخلافات. والسعودية قد حققت تقدماً كبيراً في هذا التقارب حيث وجهت الدعوة إلى الرئيس السوري بشار الأسد لحضور قمة الجامعة العربية إيذاناً بانتهاء الخلافات بين الدول العربية وسوريا، كما تأتي زيارة وزير الخارجية السوري إلى جمهورية مصر العربية للتنسيق لنبدأ مرحلة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وعلى الصعيد نفسه تأتي الاتصالات المتبادلة بين وزيري خارجية المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية بداية لفتح السفارات وتبادل السفراء وإنهاء قطيعة دامت سنوات طويلة بين البلدين.
ومن المؤكد أن المملكة العربية السعودية ترمي من عودة العلاقات بينها وبين إيران إلى أمور كثيرة، أهمها إنهاء التواجد الإيراني في العراق وسوريا واليمن ولبنان، كما أن السعودية تسعى إلى عودة هذه الدول إلى الجامعة العربية وخروج إيران من الأراضي العربية وبذلك ستعود العلاقات مع لبنان من جديد بعد أن تتوقف إيران عن دعم ميليشيا «حزب الله» وسيطرته على كل أرجاء لبنان، فاللبنانيون يعلقون آمالاً كبيرة على المملكة العربية السعودية وإنهاء هيمنة «حزب الله» المدعوم من إيران. المتطلع إلى المشهد السياسي حالياً يرى أن إيران أصابها الشلل في انهيار وضعها الاقتصادي وقيام المظاهرات التي استمرت 9 أشهر بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد قوات الأمن.
وإيران ترى أن المملكة العربية السعودية هي المنقذ لاقتصادها المتدهور بعد أن تخلت أمريكا عن دعمها، والسعودية أيضاً تتطلع إلى انتهاء التدخل الإيراني في الدول العربية ودول الخليج وأن تنبذ إيران كل أنواع العنف والإرهاب، وإذا كانت هناك نوايا صادقة في عودة علاقات دبلوماسية طيبة فإن إيران ستكون محطة كبرى للاستثمارات السعودية التي ستنتعش بها وسينتعش الشعب الإيراني الذي يتطلع إلى أن عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية هي الحل الوحيد. كل هذه المستجدات سوف تأتي ثمارها وستكون ناجحة بإذن الله إذا ابتعدت الولايات المتحدة الأمريكية عن التدخل في شؤون الآخرين.
* كاتب ومحلل سياسي