تابعت بشكل سريع البرامج الرمضانية التي عرضت هذا العام على شاشة تلفزيون البحرين، ولم يكن هناك ما يلفت الأنظار كما حدث في الأعوام السابقة، الكثير من البرامج التي فيها لمسات إبداعية أو لمسات بحرينية خاصة إلا أنه لم يكن هناك ما يلفت النظر كما فعلت برامج الأعوام السابقة كبرنامج كفو الذي يعرض اليوم على منصة شاهد والذي انتقل من البحرين إلى الجارة الكبيرة المملكة العربية السعودية والرياض تحديداً بعد أن حصد المركز الأول عن فئة أفضل محتوى إعلامي على مستوى الوطن العربي في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الـ11 في الشارقة.

هذا النجاح الذي حققه البرنامج على مدى سنوات عرضه لم يأتِ من فراغ بل أتى نتيجة جهد كبير من إخراج وإنتاج وفريق عمل جبار، بالإضافة إلى المشاعر التي كانت تتدفق للمشاهد خلال العرض، وتفاعل ما بعد العرض على وسائل التواصل الاجتماعي.

مع غياب برنامج كفو عن شاشة تلفزيون البحرين هذه السنة، لفت انتباهي اسم برنامج «على قلب واحد» والذي لم ينطلق مع بداية الشهر الفضيل للأسف، وربما كان المنتج محمد السليطي يخاف على مشاعرنا ودموعنا ولذلك قرر عرضه مرة في الأسبوع، واستطاع المخرج طرح البرنامج بشكل عميق يتجاوز القلوب، ويعطي الحالات التي يسلط الضوء عليها حقها بالكامل، وكأنك تشاهد سيرة ذاتية لشخصية ربما تراها أنت متعايشة مع حالتها، ولكن خلف صمتها يكمن الكثير، وهذا الكثير بالضبط ما تم التركيز عليه وإخبار الجميع بمدى معاناة كل حالة يتم تسليط الضوء عليها.

بدا ذلك جلياً في الحلقة الأولى التي عرضت يوم الأحد والتي تجاوزت مشاهداتها الستين ألفاً حتى لحظة كتابة هذا العمود، لقد استطاعت شركة الاتصالات الوطنية بتلكو إعطاء المشاهد قصة لشخصية تعيش في وسطنا، وهي المتألقة في مجالات مختلفة بالرغم من كونها محرومة من حاستي السمع والنطق، نور التي لقيتها في أكثر من مناسبة بابتسامتها العريضة وطاقتها التي تملأ المكان الذي تطؤه أقدامها، لم أعلم يوماً بكل ما مرت به إلا بعد مشاهدتي لتلك الحلقة التي تنوعت ما بين مشاعر الحزن والفرح والفخر، كانت رحلة مليئة بالعاطفة والروح أخذنا فيها منتج العمل في رحلة إلى ما وراء الصورة وتغطية جميع جوانب الحياة التي عاشتها نور، والسماع من دائرتها المحيطة بها والمصاعب التي واجهتها، وما واجهته والدتها خلال عملية التربية، كانت رحلة درامية تعطي المشاهد مشاعر مختلطة، فالبعض ستهزمه دموعه وآخر يعيش ما تعيشه نور فيتشجع ويواصل حياته.

لا يتسع المجال لتسليط الضوء على كافة البرامج، ولكن هذا ما لفت انتباهي هذا العام، كما لا ينبغي أن ننسى الأسماء البحرينية التي تألقت في سماء شاشات الخليج، كالمخرج الكبير محمد القفاص في «طاش العودة»، والمنتج جاسم بوحجي والمخرج أحمد بوجيري في «حكاية وعد 2»، والمخرج أحمد الشيخ في «كفو».