لعل المثال الأقرب إلى حالة الضياع التي لايزال يعيشها أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» أنهم في الوقت الذي قال فيه كل المشاركين في أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي الذي عقد في البحرين في الفترة من 11 إلى 15 مارس الجاري بأنه كان ناجحاً ومتميزاً في كل شيء وعبّروا عن شكرهم وتقديرهم ورضاهم وعن عزمهم تبنّي رؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، عمد أولئك إلى التقليل من شأن الفعالية تنظيماً ونتائج رغم أنه كان من بين الشاكرين والمؤكدين نجاحه عدد من الذين يعتبرونهم نموذجاً ومثالاً.

استمرارهم في هذه الحال، بتقليلهم من شأن كل نجاح تحققه الحكومة يفضحهم ويقلّل من شأنهم ويخسرهم، فالذين يخاطبونهم في كل مكان يتابعون ويرون ويسمعون ويفهمون ولا يقبلون منهم أن يقولوا للصح إنه خطأ وللنجاح إنه فشل.

اعتبارهم كل فعل تقوم به الحكومة بأنه بعيد النجاح إنما يعبر عن فشلهم، فللنجاح معايير ولا يمكن أن يقولوا عن عمل تتوفر فيه تلك المعايير بأنه غير ناجح. تماماً مثلما أنه لا يمكن لأحد أن يقبل منهم اعتبار كل عمل يقوم به من سلّموا رؤوسهم إليهم ناجحاً وهو لا تتوفر فيه معايير النجاح.

المنطق هو أن يقولوا عن الصح إنه صح وعن الخطأ إنه خطأ، وما صار العالم كله يراه ويلمسه هو أن مملكة البحرين لا تقدم على تنفيذ أي فعالية إلا بعد أن توفر لها أسباب النجاح ولا تقبل الفشل وتحاسب عليه، فاسم البحرين هو المرادف الطبيعي للنجاح ولا يمكن لهكذا مرادف أن يقبل بالفشل أو بالتقصير في الأداء.

سعيهم إلى إيجاد العيب في كل عمل تقوم به الحكومة واعتباره ناقصاً أو فاشلاً في وقت يرى الجميع، ومنهم من لا يزالون مسيطرين على أفهامهم، عكس ذلك يخسرهم ويجعل حتى المتعاطفين معهم ينفضّوا من حولهم.