لبست البحير ثوب الظلام منذ إعلان بعوض وادي البحير الهجوم على البيوت والأطفال وكل ما ينير الشرفات والحدائق في البيوت، فبدأ أهالي البحير بإغلاق كل الأنوار وإعلان الظلام على المنطقة في سبيل إبعاد بيوتهم وأهاليهم وأطفالهم من لسعات البعوض الخطرة.

كما أن عدداً من الأهالي خرجوا من بيوتهم هروباً من هجوم الحشرات والآفات الغريبة التي بدأت بالتسلّل لبيوتهم بعد أن ارتفع منسوب المياه الراكدة في الوادي، والذي جعله بؤرة انتشار لكل ما «يلسع» من الحشرات بقيادة البعوض طبعاً.

العديد من المناشدات التي تعالت أصواتها من رؤساء مجالس بلدية ونشطاء بيئيين ولكن دون جدوى، فلسعات البعوض وصور إصابات الأهالي والأطفال انتشرت في السوشيال ميديا والعديد من الشكاوى لكل الجهات ذات العلاقة ولكن مازال الوضع على ما هو عليه!!

ومع السؤال عن الجهات المختصة، يخبرني المختصون في البلديات أن الموضوع من اختصاص وزارة الصحة، وفي الصحة يخبرونك أن الموضوع عند البيئة، ومع السؤال والبحث يخبرك آخر بأن وزارة الداخلية كذلك لها علاقة بهذا الموضوع.

في وسط السكوت عن هذه الكارثة الصحية، والتي أسفرت عنها الحفريات التي جرت مع تراكم المياه التي لم تكن يتجمع بهذه الصورة مسبقاً، ينبغي على الجهات ذات العلاقة أن تجتمع على طاولة واحدة في محاولة إيجاد حل لهذه الأزمة الصحية والبيئية، والتي ترتّب عليها الكثير من المشاكل الصحية للأهالي، كما أن لها أبعاداً اجتماعية حيث أصبح الكثير يعتذر عن زيارة أهله في تلك المنطقة بسبب البعوض واللسعات التي يحظى بها كل ما زاروا أهاليهم.

بعض أهالي المنطقة لديهم القدرة المالية على شراء مكافِحات الحشرات من الأجهزة ومحاولة تأمين البيت عن طريق المرشات وبعضهم يستخدم أجهزة الدخان، ولكن هذه الأمور تثقل كاهل الأهالي الذين لا يملكون القدرة المالية لشراء هذه الأمور، ولو اشتروها ستكون مصاريف إضافية لم يحسبوا حسابها خاصة ونحن في موسم رمضان والأعياد. فرجاؤنا كل الرجاء أن تتحرّك الجهات الرسمية لإيجاد حل لهذه المشكلة الصحية والبيئية.