تقبل الآخر في شهر رمضان المبارك الذي صرنا فيه يختلف كثيراً عن تقبله له في غيره من الشهور حيث يكون الإنسان هنا أكثر إيجابية وقدرة على الاستماع إلى الآخر وأكثر استعداداً لعمل الخيرات والصالحات. من هنا يأتي تكرار دعوة العقلاء للاستفادة من هذا الشهر وهذا الظرف والتواصل مع الحكم للبدء في حل مختلف الملفات التي لاتزال تؤثر على هذا المجتمع الذي ظل متآلفاً حتى فبراير 2011 عندما اعتقد البعض أنه قادر على تحقيق ما يحلم به وزين له الشيطان ما يفعل قبل أن يتبين له خطؤه.

ليس واضحاً ما إذا كان العقلاء قد استجابوا لهذه الدعوة في السنوات الماضية أو حاولوا الاستفادة من شهر رمضان لتقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول والمخارج المناسبة ولكن المأمول هو أن يستجيبوا لها اليوم حيث الأجواء مهيئة بصورة أكبر وأفضل خصوصاً بعد إعلان السعودية وإيران قرار إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما وانتشار الأخبار عن احتمال حصول خطوات مماثلة بين إيران ودول أخرى في المنطقة.

هناك أمر ينبغي أن ينتبه إليه أيضاً أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» وهو أن التاريخ أكد أن المصالحات بين الدول كلفت المستفيدين من حالة التناقض بينها وصاروا من الخاسرين، وليس بعيداً الإجراء الذي اتخذته تركيا فيما يخص الفضائيات التي ظلت تهاجم السلطة في مصر بعد حصول شيء من التقارب بين البلدين والمحتمل أن يتكرر قريباً حيث الأنباء تشير إلى أن من شروط مصر لعودة العلاقات بينها وبين تركيا تسليم أنقرة المعارضين من جماعة الإخوان للقاهرة.

التقدير أن شيئاً من هذا القبيل يمكن أن يحصل مع الذين ظلوا يحتمون بالنظام الإيراني ويستفيدون منه طوال السنوات الماضية، فمصلحة طهران اليوم تختلف ولن يهمها من قد يعيق مصلحتها، وهذا ديدن الدول.

وسواء كان هذا أو غيره فالعقل والمنطق يدفعان إلى الاستفادة من فرصة النفسية المتقبلة للآخر والمتسامحة في شهر رمضان المبارك.