في تعليق مضحك لأحد الأصدقاء على تغريدة كتبتها بخصوص الزحمة الصباحية اليومية، رد معلقاً «الحل أن تيينا جائحة ثانية غير ذي خلاص أنا فقدت الأمل».

هذا التعليق العابر فيه الكثير من الأبعاد التي من الممكن التطرق لها بخصوص الزحمة، فبعد أن كان كل شيء عن بعد، العمل، التعليم، الخدمات وغيرها كلها تحولت بشكل كامل إلى الحضور!

فبعد أن تسابقت الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة لتطبيق سياسات العمل عن بعد استطاعت الكثير من المؤسسات الخاصة العمل بنظام «هايبرد» ما بين الحضور والعمل عن بعد بعدما أثبت فعاليته وانعكاساته النفسية على الإنتاجية ونفسيات الموظفين.

في المقابل وفرت المؤسسات الحكومية خيار العمل عن بعد ولكن تم ربطه بموافقة المسؤولين المباشرين للموظفين، والذين بطبيعة الحال من الصعب عليهم اتخاذ هذا القرار لأنهم يعلمون أن بعض الموظفين يعتبرون العمل عن بعد مجرد «إجازة» وهذا ما يمنعهم من اتخاذ هذا القرار!

ولذلك يعمل الكثير من المسؤولين اليوم على تبني نظرية العمل بالشكل التقليدي تجنباً للصراعات الداخلية التي من الممكن أن تحدث في حال تم منح أحدهم نظام العمل عن بعد بعدما أثبت جدارته خلال عمله عن بعد، بينما لم يحصل على موظف آخر على نظام العمل عن بعد كونه من الفئة التي تعتبر هذا النظام «إجازة».

القرار صعب وتحكمه الحنكة الإدارية وأنماط الشخصية، ويتضح هنا من هو القائد ومن هو المدير الذي يجيد توجيه موظفيه للاستفادة من كامل طاقاتهم وخبراتهم تجاه الهدف.

إن الزحمة التي تشهدها الشوارع لم تعد كما كانت قبل الجائحة، فكمية السيارات تتصاعد بشكل يومي، والمعدل أصبح اليوم «ساعة» بعد أن كان نصف ساعة مسبقاً!

يجب العمل على إيجاد نظام يساهم في التخفيف من عدد المركبات في الشارع، ومن ذلك منع كل من لديه إقامة بالحصول على رخصة القيادة إلا للمناصب القيادية أو من كانت وظيفته «سائق».