إذا كانت الغاية التي يسعى إليها أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» ومن يقف من ورائهم يحرضهم ويدعمهم ويمولهم ويمنيهم هي جعل «الأوضاع الأمنية والسياسية في البحرين هشة ومخترقة ليعبث فيها من يشاء كيفما يشاء وقت ما يشاء» كما هو الحال للأسف اليوم في بعض الدول العربية فالأسلم لهم أن يعيدوا النظر في هذا الأمر لأنه ببساطة لا يمكن أن يتحقق، لا في البحرين ولا في أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يكفي أن تنظر دول هذه المنظومة لما هو حاصل في تلك الدول، ومثالها العراق، وفي كل دولة تمكن العابثون من أمنها واستقرارها حتى تمنع حصول مثل هذا الأمر بكل ما أوتيت من إمكانات وقدرات، وهي من القوة واليقظة والذكاء ما لا يمكن لأولئك، ولا لأولئك الذين يقفون من خلفهم بعدما سيطروا على عقولهم، أن يحققوا شيئاً من الذي هو في بالهم. إنها باختصار دول عصية على هذا الأمر بدليل فشل المحاولة التي قاموا بها في 2011 والتي اعتقدوا أنها ليست إلا صبر ساعة، وفشل كل محاولات تهريب الأسلحة إلى العديد من دول مجلس التعاون، وفشل عمليات غسيل المخ التي اعتمدوها أملاً في جعل المواطنين يتخذون موقفاً من الحكم ويحاربونه.

اليوم ترفل البحرين وكل دول مجلس التعاون الخليجي في ثوب القوة والمنعة، وكلها لا يمكن أن تنخدع من جديد بما يعطيها أولئك من حلاوة اللسان وما يرفعونه من شعارات رنانة، والحقيقة التي ينبغي أن يدركوها جيداً هي أن كل دول المجلس لا يمكن أن تفرط في علاقاتها ببعضها أياً كانت الأسباب والظروف ومهما اختلفت السياسات والرؤى بل حتى لو أنها تجاوزت حد الاختلافات، فما رأته دول هذه المنظومة العتيدة وما تراه يحدث قريباً من دارها يكفيها لتتخذ مثل هذا القرار.

هي تعرف جيدا أنها كما السبحة إن تأثر بعضها كرّت وانتهت.