السؤال الذي لايزال يشاغب الكثيرين من أهل البحرين هو ما الذي استفاده المواطنون مما قام به أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» في 2011 ؟ أولئك الذين قدموا أنفسهم على أنهم «قادة مصلحون ومنقذون»!

واقع الحال يؤكد أنهم لم يفيدوا ولم يربحوا من الذي فعلوه ولا من الذي يفعلونه اليوم، بل إن خسارتهم كبيرة حيث انفض من حولهم كثيرون من الذين وثقوا فيهم لبعض الوقت وتبين لهم، سريعاً أو متأخراً، أنهم السبب وراء إرباك حاضرهم وتضرر مستقبل أبنائهم.

يكفي مثالاً على فشلهم أن كل الذي أعدوه وقالوه عبر الفضائيات السوسة عن «الفورمولا 1» وظلوا يرددونه على مدى السنوات الماضية لم يؤثر على هذه الفعالية الرياضية الاقتصادية التي يقر العالم كله أنها تشهد تطوراً كبيراً ولافتاً وأن نسخة 2023 من أنجح مواسمها بالبحرين كما صرح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله بعد انتهاء السباق الذي حضره نحو 100 ألف شخص وأنها «حققت طفرة اقتصادية كبيرة» وأن «مبيعات التذاكر بالخارج للموسم الحالي زادت بنسبة 50% مقارنة بالدورات السابقة». وهذا كله يعني أن كل «خيلهم ورجلهم» لم ينتج مفيداً وأنهم ألقموا حجراً.

والأمر نفسه ينطبق على كل الفعاليات والمشاريع التي يعمدون إلى محاربتها بغية الإساءة إلى البحرين متناسين أنها مملكة لها تاريخها وإنجازاتها وبصماتها وإسهاماتها العظيمة في الحضارة الإنسانية.. ولها أشاوسها.

النجاح الكبير والمتميز الذي حققته «الفورمولا1» في حلبة البحرين الدولية في هذه الدورة، والفشل الذريع الذي تكبده أولئك فلم يتمكنوا من التأثير عليها رغم كل ما قالوه وفعلوه، ينبغي أن يتعلموا منه ويتبينوا أنهم سلكوا الطريق الخاطئ وأنهم إن أرادوا تصحيح مسارهم فعليهم أولا تحرير أنفسهم من المسيطرين على عقولهم والتكفير عن أخطائهم الكثيرة في حق هذا الوطن وفي حق أهله وتوفير ما يثب حسن نواياهم.