من الأمثلة على حالة الفراغ التي يعيشها أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» مسارعتهم إلى اتخاذ موقف من كل خبر عن أي مشروع حكومي أو فكرة أو خطوة تتخذها الحكومة من دون معرفة التفاصيل، ففي قاموسهم كل ما يأتي من الحكومة لا نفع من ورائه ولا يراد منه خيراً. من ذلك خبر لقاء الأمين العام لمجلس التعليم العالي الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة مع مستشارة الشؤون العالمية لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي والذي تم خلاله بحث التعاون في مجال التعليم وتطوير المناهج باللغة العربية في إطار الاتفاقية الإبراهيمية، حيث سارعوا إلى انتقاده والتساؤل عن علاقة المؤتمر اليهودي العالمي بتطوير اللغة العربية وقرروا أن المراد من ذلك الإساءة إلى المناهج والعبث في عقول الأبناء لخدمة إسرائيل.

ردة الفعل السريعة لا تليق بمن يعتبر نفسه «معارضة». يكفي أن الأخبار التي يتم نشرها في الصحف لا يتوفر فيها التفاصيل التي لو علموها لربما تغير موقفهم وصار مؤيداً ومتعجلاً التنفيذ.

ردود الفعل المتعجلة من صفات الذين يتخذون من وسائل التواصل الاجتماعي منبراً لكنها لا تناسب من يطرح نفسه «بديلاً» ويؤمن أنه لو حصل على فرصة إدارة أي أمر أبدع فيه وقدم الأفضل وحقق النجاح.

هذه مسألة ينبغي أن ينتبهوا إليها جيداً حيث التعجل في مثل هذه الأمور ومن دون الحصول على أي معلومات يضر بهم ويسيء إليهم فيتساوون مع مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي من الذين يدلون بدلائهم في كل ما لا علاقة لهم به.

من الأمور التي ينبغي أن يعلموها أيضاً أن قرارات المشروعات الكبيرة لا يتم اتخاذها في لقاء كالذي يدور الحديث هنا عنه وأن الحكومة تهتم بدراسة تفاصيل كل مشروع قبل إقراره. ولو لم يتعجلوا للاحظوا أن الخبر تضمن عبارة «جرى خلال اللقاء، بحث سبل تعزيز التعاون».

تعجلهم في اتخاذ المواقف يضعهم في خانة لا يحسدون عليها.