كنت قد كتبت مسبقاً عن أهمية التهيئة للمقبلين على الزواج، وأن خدمة الإرشاد الأسري التي تتم عن طريق مقابلة واحدة مع موعد الفحص ليست كافية بتاتاً، وفي ندوة أقامتها جمعية العائلة البحرينية لتأهيل المقبلين على الزواج بحضور نخبة من المختصين في مجال العلاقات الزوجية والاستشارات النفسية والاقتصادية، تطرقوا جميعاً لأهمية التوافق بين الزوجين والبحث عن الأرضيات المشتركة بين الطرفين للوصول لحياة هانئة وسعيدة.

وبالنظر لتجارب عدد من الدول كماليزيا التي قلصت نسبة الطلاق من 32% لتصل إلى 7% من خلال تطبيق «رخصة الزواج» الذي يحصل عليها المشاركون في البرنامج بعد اجتيازهم لعدد من الورش والبرامج التدريبية والتثقيفية، كذلك قامت دبي بطرح برنامج مشابه للتجربة الماليزية يحمل اسم «إعداد» يهدف إلى تأهيل الشباب المقبلين على الزواج وتمكينهم من تحمل مسؤولياتهم الأسرية وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لبناء أسرة آمنة ومستقرة، وذلك من خلال دورات تتناول مختلف جوانب الحياة يتم تنظيمها أسبوعياً وفق خطة معتمدة على مستوى إمارات ومدن الدولة، ويقدمها نخبة من أصحاب الاختصاص الأُسري، حيث يتم طرح جدول عبر الموقع الإلكتروني لوزارة تنمية المجتمع يوضح مواعيد المحاضرات والمواضيع التي ستتم مناقشتها.

وبالنظر لهذه التجارب العالمية ونتائجها إضافة للمبادرات التي تتبناها بعض مؤسسات المجتمع المدني والتي تشهد إقبالاً كبيراً، ينبغي على الجهات المعنية وذات العلاقة من المؤسسات الحكومية كوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، ووزارة التنمية الاجتماعية وغيرها بتنسيق برامج إلزامية للمقبلين على الزواج، تخول الأزواج لإكمال الإجراءات التي لا تتم دون هذه الدورة أو البرنامج.

ولا يخفى على أحد نسبة الطلاق المخيفة التي تعيشها الدول، وخاصة للزيجات التي جرت خلال السنوات القليلة الماضية والتي شهدت نسبة طلاق عالية، أرجعها عدد من المختصين كون الطرفين تزوجوا لشعورهم «بالملل» خلال فترة الجائحة، وعدد من الأسباب السطحية التي أدت إلى الطلاق في فترة زواج كانت قصيرة جداً ليحكم عليها بالفشل بهذه السرعة والطريقة!