عندما يقوم وفد من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» بزيارة قبر الأمين العام السابق لـ «حزب الله» اللبناني ويقوم أحد أعضاء هذا الحزب بالإشادة بهم والقول بأنهم جزء من «محور المقاومة» ويوصيهم بالصبر والاستمرار في الإساءة إلى «وطنهم» ويؤكد «أننا معكم بالدعاء وبالعمل» ثم يأتون ويقولون إنهم لا علاقة لهم بهذا الحزب فإن أحداً لا يمكن أن يصدقهم لأنه ببساطة لا يمكن أن يقال لهم كل ذلك ولا يمكن أن يقوموا بما قاموا به لولا أنهم على علاقة وثيقة وعلاقة تعاون وعمل وأنهم مدعومون من ذلك الحزب. وعندما يمتدحهم حسن نصرالله في كل خطاباته ويعتبرهم مثالاً للسلمية ثم يقولون إنهم على غير علاقة به وبهذا الحزب فإن أحداً لا يمكن أن يصدقهم. وعندما يمتدحهم عبد الملك الحوثي في كل خطاباته ثم يأتون ليقولوا إنهم ليسوا من «محور المقاومة» ولا علاقة لهم بالحوثيين فإن أحداً لا يمكن أن يصدقهم. وعندما يقيمون مهرجاناً في العراق ويخرج مسؤولو الحشد الشعبي ليمتدحوا أفعالهم ويؤكدوا دعمهم لهم ثم يأتون ليقولوا إنهم على غير علاقة بالحشد وأنهم لا يتعاونون معه ولا يحصلون على دعمه فإن أحداً لا يمكن أن يصدقهم. والحال نفسه عندما يقولون إنهم غير مدعومين من النظام الإيراني الذي يعرف العالم كله أنه يحتويهم من قبل أن يبدؤوا تحركهم في 2011 ويقدم لهم كل أنواع الدعم ويوفر لهم كل الظروف والأسباب التي لولاها لما بقي لهم أثر بعد ذلك العام.

مدح كل أولئك لهم يفضحهم ويؤكد أنهم يحصلون على كل ما يريدون من دعم ومساندة أملاً في تحقيق هدف غير قابل للتحقق منطقاً وواقعاً، أما العقلاء فينصحونهم بالتوقف عن ممارسة كل ذلك والتفكير بواقعية والعمل على توفير الأسباب التي من شأنها أن توفر الأرضية المناسبة التي تعين على قبول الحكم الاستماع إليهم والتوصل معاً إلى ما يؤدي إلى أن يكونوا فاعلين في خدمة هذا الوطن.