- لكل شاب عرف طريق الاستقامة، ونشأ على محبة الله عز وجل، وتسلح بالإيمان العميق، وتشرّب معاني الخير، وتربّى على معاني القرآن، وتخلّق بأخلاق الإسلام، واتبع هدي سيد الأنام صلى الله عليه وسلم. تذكر بأنك اليوم تسير في حياة متقلبة، وأيام تموج بالفتن والمغريات والمفاجآت، فلا تغرنك تلك التوافه، والتزم بالمبادئ والقيم التي نشأت عليها، وتذكر أنك نجم الخير القادم في سماء الأجيال التي تولد في قابل الأيام، وقائداً فذاً تعلمهم الخير وتنشر الرسائل السامية وتربيهم على خصال الحب والسلام، وأثراً جميلاً في حياة الجميع.

تذكر يا بنيّ أن الحياة قصيرة وشنّف مسامعك بنداءات التكبير الإيمانية فهي الوازع الذي يرافقك في أيام الحياة. كن أنت الذي عرفناه فارساً يقود الحياة نحو معالي الأمور، والأيام القادمة ستكون جميلة بعون الله بعزيمتك وإيمانك وثقتك بتوفيق الله تعالى.

- إلى ذلك الموظف المُبصر بمراقبة الله تعالى لعمله، والمُتقن لواجباته، والمُنجز لأعماله، والمُحب لزملائه، والمُتخلق بالسلوكيات الراقية، والمُبتسم في كل ظروفه، والمُتحدي للمصاعب، والحريص على خدمة الآخرين. كم علّمتني أن الحياة لا تتوقف على مشكلاتها، وأن قوّة الشخصية والعطاء لا علاقة له بأية عراقيل على الطريق، بل هو الإيمان المُتجذر بأهمية الوجود الحقيقي على هذه البسيطة، الإيمان والتفكير فيما عند الله عز وجل، والأثر الحقيقي الذي تصنعه بكونك إنساناً رائعاً جميلاً بأخلاقه وتصرفاته وعمله الذي يترك أثراً في كل دقيقة في ميدانه، فلا يضيعه في توافه الأمور.

الحقيقة التي نغفل عنها أن هناك أناساً قد فقدوا بعض النعم في حياتهم، ولكنهم أثروا بعطائهم في حياتنا، وضربوا أجمل الدروس بتمكنهم الحياتي وقدرتهم على النجاح الحقيقي وممارسة أدوارهم في الحياة بكل بساطة ولا مُنغصات.

هم كذلك يعملون ويرسلون لك أجمل رسائل الحب والتقدير، ففي بعض الأحيان تستشعر أنهم يتفوقون على أقرانهم من أصحاب النعم الكثيرة الذين انشغلوا فيما عند الآخرين، فلم يأبهوا بقيمة «العطاء» ولم يقدروا «الوقت» وصناعة الأثر فيه.

- إلى «العافية» التي ننشدها في كل أنفاس الحياة، ولولاها لتهنا في بيداء الظلم، وافتقدنا إلى حلاوة الحياة والانشغال بالأثر الجميل. بها نستملك أجمل النعم ونغدو في واحات الحياة فرساناً ننثر ورود الأمل، ونصنع السعادة في النفوس، ونترك في مساحات القلوب، رسائل حب صغيرة بكلمات معدودة «بالعافية نكون سعداء بأجمل الأثر».

تذكروا دائماً وصية النبي صلى الله عليه وسلم: «سلوا الله العافية» ففيها الخير في كل الحياة، فعافية الجسد تعطيك القوّة لتمارس دورك في الحياة، وعافية القلب تبعدك عن الأوجاع وتعطيك الأمان النفسي الذي تحبه، وعافية الأرزاق فيها الأمان الذي تتقدم فيه لخطوات مُتقدمة نحو تحقيق الغايات. فهي أرزاق الحياة تسعدك لتكون ذلك الرسّام الماهر في جدران القلوب.

- أسعد كلما تردني رسالة جميلة من تلك القلوب المُحبة «تجبر بخاطري» في أي وقت وعلى كل حال.

أستمتع بالحديث عن «جبر الخواطر» فهي رسالة تريح القلب وتزيل الكرب، والمتأمل في آيات القرآن الكريم وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، يجد فيها ما يُحفز المرء بأن يكون جابراً للخواطر ومؤثراً في حياة الآخرين.

كم جميلة بعض الكلمات عندما تتقاسم مشاعرها مع من تُحب «ربي يجبر بخاطرك كما جبرت بخاطري» فهي دعوات من القلب تعطيك راحة نفسية عميقة، وتُجبرك بأن تكون لطيفاً في كل موقف، وتجبر بخاطر أولئك الذين أثروا في حياتك وما زالت صورهم ذكرى جميلة في حياتك.

ومضة أمل

تلقيت رسالة من شخص عزيز كان يوماً يدرس على مقاعد الخير. بصراحة لم أتوقعها، ومعها صورة من «رسالة تميز» كتبتها وموقُعة باسمي ما زال مُحتفظاً بها. رسالته جبرت بخاطري بعد سنوات طويلة وفترة انقطاع لم أره فيها، كتب فيها: «جزاك الله عنا خيراً، فضلك عليّ كبير لا يمكن أن يُنسى». اللهم تقبل أثرنا واغفر لنا ما مضى.