الأحساء هي واحة الخير كما يُطلق عليها، فيها من النخيل ما يفوق الثلاثة ملايين نخلة، وتنتج أكثر من مائة ألف طن من التمور سنوياً، امتازت عبر التاريخ بمياهها الطبيعية ونخليها التي تحتضنها في صورة جعلت منها أحد أكبر الواحات على مستوى العالم.

زرت هذه المحافظة مؤخراً، لزيارة معرض التمور، كانت زيارة شخصية لاكتشاف التطور الذي طرأ على هذه المنطقة، أما الأسبوع الماضي فكانت زيارتي رسمية للأحساء وامتدت لعدد من الأيام، هذه الزيارة سمحت لي بالتعرّف على الأحساء عن قرب، هي ليست أرض نخيل وحسب، إنها تحتوي على أكبر بئر نفط «حقل الغوار» الذي ينتج ما يزيد على خمسة ملايين برميل من النفط يومياً أي ما يُعادل 6.25% من الإنتاج العالمي، وبفضل ذلك فإن حجم مساهمة الأحساء في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة يقدر بحوالي 378 مليار ريال.

حتى التمور التي تعتبر أحد أهم المعالم التي تميز الأحساء، انتقلت من مجرد تمور عادية إلى تمور مصنعة عبر «صناعة تحويلية»، استغلت تحويل كل جزء من أجزاء النخلة إلى منتج سعودي لائق يستطيع أن يكون على رفّ أي تاجر في جميع أنحاء العالم.

رأيي المتواضع

كنت في ضيافة «غرفة الأحساء» لحضور منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي، ولحضور منتدى الأحساء 2023، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر آل سعود محافظ الأحساء، والذي حضره عدد كبير من الوزراء والمسؤولين.

كنت شاهدة في هاتين الفعاليتين على وضع حجر تنمية جديد في الأحساء، هذه المنطقة التي أتوقع أن تتغير في غضون وقت قصير جداً، وتصبح وجهة استثمارية وسياحية من الدرجة الأولى.

كنت شاهدة أيضاً على معنى «القدوة الحقة» فصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال محافظ الأحساء، كان متواجداً ليلاً نهاراً في جميع فعاليات المنتدى، لا يكلّ ولا يملّ، بل كان يُبدي حرصاً واضحاً لتحويل كل ما تم طرحه خلال المنتدى إلى خطة استراتيجية لتطوير الأحساء.

ورأيت بأُمّ عيني أيضاً اهتمام غرفة الأحساء وعلى رأسهم السيد عبدالعزيز الموسى رئيس الغرفة، بالمنتدى وكل ما يدور فيه، وأستطيع أن أراهن بأنه لم يَغمض له جفن طيلة أيام المنتدى. سألته بشكل مباشر، عن جهود الغرفة في اجتذاب مزيد من الاستثمارات لمحافظة الأحساء، فقال لي ما أقوم به «هو دَيْنٌ عليّ كمواطن سعودي أحسائي، قبل أن يكون دوراً إدارياً لي في الغرفة، فكل خير يطال شبراً من أرض المملكة هو خير لنا جميعاً.

فهنيئا لكم، وهنيئاً لنا جميعاً هذا التطور، وهذه الاستثمارات الكبيرة، والمشاريع العملاقة التي ستجعل الأحساء واحة الخير مقصداً للمستثمرين والسياح الخليجيين والعرب والعالم أجمع.